تمثيلية إقليم سطات “الضائع ” بالبرلمان ما محلها من الإعراب ؟؟
إقليم طاله النسيان ، إقليم يقتات من فتات الميزانيات الحكومية و الجهوية ، إقليم باتت ساكنته تطرح تساؤلات عدة عن موقعه من الإعراب و عن مكانته داخل خريطة المغرب ، إقليم شكل العمود الفقري للزراعة و الفلاحة و للأمن الغذائي فب بلادنا على مر التاريخ و خاصة في مجال الحبوب و الخضروات ( مطمورة المغرب ) ، إقليم رمى به التقسيم الجهوي الجديد إلى المجهول و عمقت جراحه القبلية الانتخابية ، إقليم سطات و قبائله المتشعبة و مناطقه الحضرية و القروية و تاريخه العريق ، الكل اليوم يبكي على الأطلال و لا مبشرات تلوح في الأفق لتدل على الانفراج.
الحديث هنا يجرنا إلى التنقيب عن أسباب فشل البرلمانيين الستة الذين يمثلون إقليم سطات بقبة البرلمان ، من أجل الدفاع عن الحدود الدنيا للاستفادة من البرامج التنموية الوطنية و عوامل تغييب إسمه في السياسات العمومية ، فعلى امتداد ما يناهز السنتين و نصف ،قليلة هي المرات التي ذكر فيها اسم سطات ” إقليم-مدينة” ، ليس لأن الإشكالات غير مطروحة بل ربما لضعف مكانة هؤلاء البرلمانيين في الهياكل الحزبية التي ينتمون إليها و التشكيلات و الفرق داخل أروقة البرلمان ، و بالتالي محدودية الآليات المتوفرة لديهم من أجل توجيه بوصلة الوزارات المعنية و المؤسسات التنموية و المديريات المختصة نحو عوامل تراجع الإقليم ، أو انحصار أهداف البعض منهم في المناصب و ربط العلاقات مع كبار المسؤولين بالحكومة للحفاظ على المصالح الشخصية ، و هذا مع القيام ببعض المراوغات و التحركات المحتشمة بمناطق الإقليم التي يرونها أوساطا ملائمة لتنزيل استراتيجياتهم الانتخابية و ضمان مقاعدهم في الاستحقاقات المقبلة.
انتهاز و استغلال الفرص هواية أغلب برلمانيي إقليم سطات ، و ظهورهم يكاد يكون مرتبطا بتدشين بعض المشاريع الصغيرة و المجهرية أحيانا بمختلف الجماعات الترابية القروية بحضور عامل الإقليم ، أو بزيارة خاطفة لبعض الوزراء خلال حالات طارئة ، و الملاحظ أن همهم الوحيد هو التقاط صور و نشرها مرفوقة بتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي ، اعتقادا منهم أن بعض التعليقات المحسوبة على أتباعهم طريقة ناجعة للتأثير على البقية ، و الحقيقة أن عقلية و تفكير المواطن اليوم باتت مركزة و منصبة بدرجة أولى على حقوقه الأساسية المشروعة في شتى المجالات ، و أن ظهور هؤلاء البرلمانيين من عدمه بمواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن أن يبدل قناعتهم بفشل ممثلي الإقليم بقبة البرلمان ، و ضعف أدائهم مقارنة مع ممثلي المدن و الأقاليم الأخرى.
و اختصارا يمكن القول ، أن الجرار تعطلت عجلاته ، و الحمامة تكسرت أجنحتها ، و الوردة ذبلت أوراقها ، و السنبلة يبست أحشاؤها ، و الحصان يسير برجل عرجاء ، أما كفتي الميزان فقد مالتا إلى السفح ، و إلى حد كبير يمكن القول أن الاختيارات كانت من قبل الأحزاب و القاسم الانتخابي من أبرز الأسباب.