المحلات الصناعية وسط الأحياء السكنية بسطات.. قنابل موقوتة تُهدّد سلامة المواطنين

سطات : خالد لعناني
تشهد مدينة سطات في السنوات الأخيرة تناميا ملحوظا في انتشار الورشات الصناعية والحرفية داخل الأحياء السكنية، خاصة على مستوى أحياء النهضة… الأمل.. مبروكة.. بن قاسم.. سيدي عبد الكريم.. درب عمر.. حي السلام.. بام…البطوار.. ميمونة، ومجمع الخير… وهي ورشات تشمل النجارة والحدادة وتقطيع الألمنيوم وميكانيك السيارات وغيرها من الأنشطة ذات الطابع المهني الثقيل.
وبمجرد التجول بهذه الأحياء، يصعب تجاهل الأصوات المزعجة للآلات والمناشير الكهربائية، والغبار المتطاير من الخشب والصباغة، إضافة إلى روائح المواد الكيماوية، مما يخلق بيئة خانقة للسكان، ويضر بالصحة العامة، خاصة لدى الأطفال والمسنين.
الأخطر من ذلك هو استعمال قنينات غاز كبيرة الحجم داخل هذه المحلات لأغراض التلحيم، دون شروط السلامة المعمول بها. وهي قنينات تُصنف من طرف العديد من المتابعين كـ”قنابل موقوتة” قابلة للانفجار في أية لحظة، لا قدر الله، ما يشكل تهديدا حقيقيا لحياة السكان المجاورين ويطرح تساؤلات كبرى حول دور السلطات المحلية في المراقبة والتقنين.
ورغم الشكايات المتكررة التي يرفعها بعض المواطنين المتضررين، فإن واقع الحال يؤكد غياب إجراءات حازمة لتصحيح الوضع، مما يعمّق الإحساس بالتهميش لدى ساكنة هذه الأحياء، ويزيد من اتساع الهوة بين متطلبات السلامة البيئية والممارسات اليومية غير الخاضعة للضوابط القانونية.
وفي ظل هذا الوضع، يطالب فاعلون جمعويون وساكنة الاحياء المذكورة بضرورة تدخل عاجل من طرف الجهات المعنية، وعلى رأسها عامل سطات و المجلس الجماعي، لتفعيل المراقبة وتخصيص مناطق صناعية خارج النسيج السكني، حفاظا على السلامة العامة وضمانا لحق الساكنة في بيئة سليمة وآمنة.