افتتاحية مجلة 24.. دروس وخلاصات من الوقفة الاحتجاجية لبعض المهنيين والحرفيين بسطات

افتتاحية مجلة 24.. دروس وخلاصات من الوقفة الاحتجاجية لبعض المهنيين والحرفيين بسطات

نظم أصحاب صالونات الحلاقة والتجميل وبعض أرباب المقاهي والمطاعم، وقفة احتجاجية، أمام مقر عمالة سطات يوم 21 شتنبر 2020 على إثر اتخاذ اللجنة الاقليمية لتدابير احترازية لمواجهة جائحة كوفيد 19 ، منها قرار إغلاق صالونات الحلاقة والتجميل لمدة أسبوع وإغلاق المقاهي والمطاعم بحلول الثامنة مساء.
كان للقرار تداعيات اجتماعية وإلحاق الضرر بالممارسين لهذه الأنشطة، مما حدى بهم اللجوء إلى أسلوب الاحتجاج ورفع الشعارات للتعبير عن تذمرهم وسخطهم من تبعات الأوضاع التي يعيشونها في ظل الجائحة.
إن هذه الواقعة، تعيد إلى الأذهان، أن أشكال التعاطي مع الأزمات وإدارتها لم تتبن بعد أساليب مشاركة المعنيين بالأمر، للمحافظة على نشاط الدورة الاقتصادية وفي ذات الوقت، تفعيل الإجراءات الاحترازية والمساهمة في ترسيخ الثقافة الوقائية في الحياة اليومية .
إن اتخاذ القرارات اليوم، يقتضي من اللجنة الاقليمية الاستناد على تحليل المعلومات المتوافرة عن انتشار الوباء وعن مسالك انتقاله، وتحديد البؤر الوبائية والتعامل معها في الحد من نشاطها مع استحضار المحافظة على أنشطة الناس وكسب القوت اليومي.
صحيح أنه خلال الوقفة الاحتجاجية، فتح النقاش المباشر بين المحتجين وممثل السلطة المحلية، واتضح من تلك اللحظة أن هناك تفهم للاحتجاج وأن هناك بدائل لم يتسن الوصول إليها واستخدامها.
ومن هذه الواقعة، نستنتج دروسا وخلاصات، من أهمها أن الإقدام على أي قرار مستقبلي، يطرح ضرورة التشاور في لقاءات واجتماعات رسمية مع المعنيين المباشرين للوصول إلى توافقات مرضية تصون مصالح المدينة ومصالح الأفراد والجماعات.
هذه هي الأساليب التي تدار بها الأزمات، أما القرارات البيروقراطية فنتائجها دوما تأتي عكس الأهداف المتوخاة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *