لا تعبثوا بإرث قواتنا المسلحة الملكية في الدفاع عن القيم الإنسانية

لا تعبثوا بإرث قواتنا المسلحة الملكية في الدفاع عن القيم الإنسانية
بقلم الأستاذ محمد ياوحي

ماذا أعطى باها للوطن حتى ينزع إسم الجولان، تاج القوات المسحلة الملكية؟ لا يفهم المواطن المغربي سبب استبدال إسم شارع الجولان، بإسم “عبد الله باها”.

لم نعرف للراحل عبد الله باها كتبا أو مجلدات علمية، أو تاريخا نضاليا في الحركة الوطنية ضد الإستعمار في منطقة آيت باها أو شتوكة، أو الرباط أو مدينة أخرى.
كل ما عرف عن الفقيد، أنه كان العلبة السوداء لعرابه عبد الإله بنكيران، و الذي لم يذهب في اتجاه نظرية المؤامرة التي لمحت إلى فرضية إغتيال الراحل باها، في حادثة اصطدام بقطار ضواحي بوزنيقة.
و قد أكد سائق القطار أن الراحل باها قد انتحر أمام سكة القطار، مفندا فرضيات اغتيال مزعومة.
و إذا كان من شخص سيدفع بنظرية اغتيال شخص مغمور تاريخيا و سياسيا، و لا يمتلك من السيفي السياسي و النضالي سوى كونه علبة سوداء، لشخص ترأس حكومة لا شعبية فرضت على المغاربة إجراءات تقشفية مهينة، و قروضا ستثقل كاهل أبناءنا و ترهن مصير بلدنا لمؤسسات الإقراض الدولية، و كونه حافظ أسرار شخص أثير إسمه من طرف خدام الأجهزة الإستخباراتية كمخبر مزروع داخل الأحزاب و الحركات اليسارية، قبل اختراقه لحركة الشبيبة الإسلامية و مشتقاتها، إلى أن أوصله مكر الصدف إلى قيادة حزب سيصعد على أكتاف أغرار عشرينيين ؟!؟!
باها كان ظلا لشجرة زقوم؟ أو شجرة مباركة لا شرقية و لا غربية؟ و الحال أن اسلاميي القرن الواحد والعشرين العشرين يتمايلون بين إيمان الشرق الإخواني المسقي بنفط مغتصب، و دولار الغرب العلماني (عدو الشعوب ) كما يسميه رفاق الحركة العشرينية المهتوكة. إستفاد العراب بنكيران شجرة الظل باها، من تقاعد سمين لم يعرق فيه و لم يستحقه حلالا طيبا، بل حصل عليه في ظرف سياسي يتسم بالسطو على الغنيمة و الوزيعة و الريع، من طرف من زكتهم صناديق اقتراع شعب النموذج الفاشل الإقتصادي و الإجتماعي و السياسي، صناديق دستور جاء في غفلة من إدراك المغاربة؟ !!؟
باها هو وارث سر رجل إستفاد من خوصصة التعليم و الصحة و التكالب على تقاعد المغاربة الشغيلة و المتقاعدين، الأحياء منهم و الأموات! ؟؟!
ماذا أعطى الراحل؛ العلبة السوداء لشخص تحرسه القوات العمومية بعد تقاعده الوزاري و السياسي؟ ! لوطن يبحث فيه المواطن عن كسرة خبز يابسة و كأس شاي فاتر و سقف و لو من قصدير؟!
لو كان باها شهيدا لكان إخوانه الأولى بطلب دمه و ثأره. و هذا لم يحدث، بالإجماع.
و لو كان عالما لوجدنا كتبه و قراطيسه، في مكتبة الإخوان على الأقل.
و لو كان رجل تغيير؛ لكنا لمسنا ذلك من تغيير حال المغاربة، الذين تدهوروا إلى الدرك الأسفل من الذل و المهانة، في ظل حكومة السبي و الغنيمة و الخراج؛ الإخوانية، إخوان إغتنوا و ترفهوا و تحسنت أوضاعهم الإقتصادية و الإجتماعية و حتى العلمية (عن طريق دبلومات و دكتوراة و شواهد كرتونية فارغة)… …
ألم تستحيوا يا متأسلمين؟ نزعتم من تاريخنا ملحمة الجولان التي سقط فيها شجعان المملكة و شرفاء القوات المسلحة الملكية، و عوضتهم هذه الملحمة العظمى التي سجلها التاريخ، و اعترف بها آل المشرق بتسمية أبواب و شوارع بإسم بلدنا، ….. عوضتموها باسم نكرة، لا نعرف عنه إلا أنه كان كاتم أسرار مخبر قديم في زمن الرصاص و الدم و العنف المتبادل، و متنمر فهلوي اغتنى من مآسي المغاربة و راكم في زمن قصير ثروة بدينة و جاها قذرا.