افتتاحية مجلة 24..الدواء مصدر الثراء من جيوب المرضى

افتتاحية مجلة 24..الدواء مصدر الثراء من جيوب المرضى
بقلم: فؤاد الجعيدي


للدواء في بلادي حكايات، أثمنته لا تطاق بل، لا يمكن مقارنة أسعاره بالبلدان الأوروبية والأمريكية. والحكومة لا تبالي ولا يهمها أمر الحاملين للأمراض المزمنة، حيث بعض أدوية الضغط الدموي أو الدهون الثلاثية ذات الارتباط بأمراض القلب والشرايين، لا يتوفر مخزونها بالصيدليات.
ليس فقط الأمر يتعلق بفقدان الدواء بالسوق وغلاء أثمنته، هناك أمور تتعلق بفاعلية الدواء ونجاعته وبالأخص، في المضادات الحيوية، حين نقارن بين الدواء الذي يباع بالسوق الوطنية والمجلوب من خارج المغرب. بعض الدهون المستعملة في الأمراض الجلدية تعبأ بإضافة الهواء على حساب كمية الدواء.
لم تكن هذه هي المرة الأولى، التي ينفذ فيها المخزون الاحتياطي من الدواء، مع يترتب عن هذا الوضع من مضاعفات على المرضى.
هذه المشاكل تؤكد على غياب سياسة حكومية، تستحضر آلام ومعاناة العديد من المرضى، ولا تعمل على حماية جيوبهم أمام قوى الضغط المتحكمة في سوق الدواء المغربية.
حين تمت مواجهة السيد وزير الصحة داخل اللجنة البرلمانية بالاختلالات، ظل عاجزا على مناقشة الأسئلة التي تكشف عن حجم الأوجاع، التي لا زالت تصيب منظومتنا الصحية في مواجهة هذه الأعطاب.
صحيح أن كل الاهتمامات اليوم، تتمحور حول جائحة كوفيد 19 وتأمين المخزون لمواجهة تطور الحالة الوبائية، لكن هذا الوضع لا يمكن بأي حال من الأحوال، صرف النظر على توفير الاحتياطي من الأدوية المتعلقة بالأمراض المزمنة ومراقبة أسعارها، باستحضار طبيعة الدخل الفردي في البلاد وأن لا تكون هوامش الربح فيها لا تخضع لأي معيار أو مقياس.
على حكومتنا، وباعتبارها مسؤولة على حياة المواطنين، أن تضع من بين اهتماماتها،، أوضاع المرضى حين يتعلق الأمر بعلاجاتهم اليومية، وأن تعمل على المراقبة المستمر والدائمة للاحتياطات الداوئية.
لكن عليها أن تستحضر بقوة، تنزيل سياسة دوائية تضع حدا لهذه التوجهات التي تراهن على الاغتناء من جيوب المرضى، أي أن تكون هذه السياسة ذات مضامين اجتماعية، تتضامن مع مواطنين في محنهم وظروفهم الصعبة التي يجتازونها حين تداهمهم الأمراض.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *