وزارة الأوقاف غائبة عن التفاعل مع مشاكل الأئمة العالقين بسبتة السليبة

وزارة الأوقاف غائبة عن التفاعل مع مشاكل الأئمة العالقين بسبتة السليبة
البشير اللذهي

المغرب له سيادة على الأمن الديني و الروحي بثغري سبتة و مليلية السليبتين، و رغم عدة محاولات من قبل اللجنة الإسلامية بإسبانيا التي كان يترأسها المرحوم السوري رتاج ططري و الذي كان يحاول إقناع المغرب بتسجيل أئمته التابعين لوزراة الأوقاف و الشؤون الإسلامية في سجل رجال الدين التابع لوزارة العدل الإسبانية إلا أن المغرب رفض هذا الأمر بثاثا إذ أمر جميع الأئمة التابعين لوزارة الأوقاف بعدم الالتحاق بسجل رجال الدين التابع لوزارة العدل الاسبانية لأن المغرب دائما كان متوجس من كل التطورات المتعلقة بشان تدبير الحقل الديني بين الرباط و مدريد في سبتة و الذي تطغى عليه الحساسية.
علما أن “سجل رجال الدين” الإسباني يضم “10019 رجل دين: 9389 كاثوليكيا، و392 شهود يهوه و114 أرثوذكسيا و45 بوذيا و33 إنجيليا و30 مسلما و8 وثنيين و4 يهود”، وفق إحصائيات وزارة العدل الإسبانية المحينة في 31 أكتوبر 2017.
لكن هذه الهيمنة ربما تتقهقر في ظل سياسة الأذان الصماء التي تتعامل بها وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية مع ملف القيمين الدنيين العالقين في سبتة و الذين أصبحوا يشعرون بأن الوزارة الوصية قد تخلت عنهم حيث وجه مجموعة من القيمين الدينيين بسبتة السليبة و التابعين لوزارة الأوقاف و الشوؤن الإسلامية بالمغرب من خلال بعض الجمعيات الإسلامية بسبتة نداء للوزارة الوصية بضرورة التدخل باعتبارهم عالقين في مدينة سبتة السليبة لأكثر من سبعة أشهر دون تدخل من طرف الوزارة الوصية.
و قد أكدت بعض المصادر التابعة للجمعيات الإسلامية بسبتة أن وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية كان بإمكانها أن تحل مشكلة هذه الفئة من العالقين لأنها تتوفر على بطاقة الإقامة شأنها شأن بعض القيمين الدينيين الذين ظلوا كذلك محاصرين في المغرب بسبب كوفيد 19 من خلال عملية تبادل بين الفئة العالقة بسبتة و الفئة المحاصرة بالمغرب بحيث يتم ترحيل فئة سبتة عن طريق مطار مالقا في اتجاه طنجة و العكس بالنسبة للفئة العالقة بالمغرب و التي تسهر على تسيير الشأن الديني بمساجد سبتة.
و قد دفعت المعاناة التي يعيشها القيمين الدينيين بسبتة السليبة إلى إقدام أحد الائمة إلى الخروج سباحة من سبتة في اتجاه المغرب ليلة الثلاثاء المنصرم (14 شتنبر 2020) ليتم القاء القبض عليه من طرف بعض عناصر القوات المساعدة التي قامت بتسليمه لرجال الشرطة بمفوضية الفنيدق.

و أمام هذا الوضع بضيف نفس المصدر أن القييمين الدينيين بمدينة سبتة السليبة لا يمكن لهم الاستمرار على هذه الوضعية و يطالبون وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية بضرورة إيجاد حل لهم و في أقرب وقت ممكن من خلال عملية التبادل بين الائمة العالقين بسبتة و الائمة المحاصرين بالمغرب علما أن مدينة سبتة تتوفر على 33 مسجدا يسيره ثلاثة قيمين دينيين تابعين لوزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية المغربية من مؤدن و خطيب و أمام أي تقريبا حوالي 100 قيم ديني و تشير نفس المصادر إلى أنه يوجد بسبتة أكثر من 40 عالق من الأئمة لا يستطيعون إيصال أصواتهم إلى المسؤولين عبر الصحافة أو وسائل التواصل الاجتماعي مما سيعرضهم للطرد.
و قد سبق أن تم نشر تحقيق بالموقع الإلكتروني “شبكة سبتة”، كشف أن وزارة أحمد التوفيق تخصص ميزانية تقدر بمليار و245 مليون سنتيم، من أجل مراقبة وضمان السير العادي لحوالي 31 مكانا لأداء الشعائر الدينية الاسلامية في مدينة سبتة موزعة بين 15 مسجدا و16 دورا للعبادة أي حوالي 700 مليون سنتيم سنويا توجه لتسديد رواتب 125 إمام ومؤدن و خطيب و مرشد كما أوضح مصدر آخر مطلع أن المغرب يمول كل المساجد تقريبا في سبتة ومليلية، حيث يدفع لكل إمام 5300 درهم، و3000 درهم لخطيب يوم الجمعة و 2500 درهم للمؤدن.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *