قراءة في وضع النسيج الجمعوي المغربي بمنطقة كتالونيا الاسبانية

قراءة في وضع النسيج الجمعوي المغربي بمنطقة كتالونيا الاسبانية
محمد ياسر بويكري/ إسبانيا

الأحداث المتلاحقة الاخيرة حول قضية الصحراء ثم حول مكسب المغرب الدبلوماسي باعتراف الولايات المتحدة الامريكية بسيادة المغرب على صحرائه و كذلك إنخراط المغرب في مسلسل إعادة الاتصال بإسرائيل دون التخلي عن قضية فلسطين و القدس، سارعت في نسج امتحان حقيقي للجالية المغربية بمنطقة كتالونيا.
النتيجة الاولى التي طفت مباشرة بُعيد أزمة الكركرات هي الاستقالة التامة و التواكل المريب للجمعيات التقليدية، هذه الاخيرة تعيش وضعا سيئا للغاية بسبب التهم الباطلة في غالبها التي تلاحق العمل الجمعوي و الصعود المضطرد لبعض الاشخاص الذين يبخسون كل عمل مهم كان مفيدا و ذلك قفط لهدفين:

  • أولهما فتح حسابات انتقامية و الانتقاص من اشخاص و هيئات لم تصغ لنداءات من تحت الطاولة و ابتزازات خفية و كذلك لتنفيذ خطط انتقامية ضد اصدقاء و قادة الجمعيات طردت و رفضت الرضوخ و الانصياع.
    ثانيهما هو الطموح إلى خلق زعامات واهية على حسابات فيسبوكية و يوتوبية لا يتتبعها الا النزر القليل و أحيانا بالتبادل و الشغار بينهم. لا الضلال و التضليل هو سيد الموقف، و اغلب المواطنين يعزفون عن المشاركة في اي نشاط اجتماعي أو ثقافي لما مس الهيئات و التنظيمات من قدح و نقد و اتهام رخيص.
    و في سياق الأحداث الجديدة التمس جيل جديد من المواطنين الغيورين منهجا جديدًا للتعامل مع قضايا الجالية و في مقدمتها قضية الوطن الاولى، معتمدا اسلوب الانفتاح على الفئات العريضة دونما إقصاء و التعاون مع الرعيل الاول و الناشطين الموجودين دونما تبخيس و اختيار سبيل الحياد في النقاشات الازلية العقيمة و التعرض بشتى انواع الاساليب الى وحدة صفوف الجالية.
    غير ان هذه المحاولة و التي هي بسيطة في الحقيقية لم تسلم من ايادي المناورة و الذين لا يمكنهم ابدًا العيش في المجال النظيف و الشفاف و الذين يكيلون التهم لجميع القيادات الجمعوية بدعوى انهم فيسبوكيون او احرار مناضلون بينما هم في الحقيقة اشخاص فشلوا هنا و هناك و طردوا من وظائفهم اكثر من مرة، يعانون من ضعف التكوين و تدني مستوى الدراسة و الإدراك يعيشون وَهَمْ الزعامة و الريادة.
    التحول الجذري الذي احدثته التقنيات الجديدة للتواصل الاجتماعي لم تخدم الجالية المغربية بإسبانيا لانها لم تستخدمها في الرفع من مستوى التواصل من اجل تحسين ظروف و اعداد الجمعيات، بل غدت و للاسف منابر لتصفية الحسابات و للقيام بحملات انتخابية او سياسيوية، و الملاحظ انها اعطت الصوت و السوط لكل من هب و دب، خصوصا اذا كان عاطلا و متابعا باختلاس الصور و التلصص على الصفحات و اختراع الاحداث والاشاعات لتلفيق التهم و بالتالي تنصيب نفسه قاضيا يدافع عن الشعب و عن الصالح العام و يوزع الاحكام و البراءات… و هي خطة الابتزاز المعروفة لديه.
    النسيج الجمعوي بكتالونيا يعاني من التقوقع في المجال الديني الذي يخضع لضوابط صارمة يفرضها القانون المحلي، و يتخلف الشباب الذي يحضر الى المساجد عن تحمل مسؤولية الانفتاح و التطوير و الخروج بمبادرات اجتماعية مرافقة، و يظل هذا المجال رهينا ايضا بإرادة الجيل الاول و مدى كفاءة المكاتب المسيرة لتجاوز الخلافات الداخلية و تشرذم الاقطاب و التيارات و حتى الاهواء و النعرات القبلية او العرقية …
    اما بخصوص الجمعيات ذات الطابع الثقافي فإنها تعمل تحت وابل من العراقيل تكسر مقاذفها و تعاني من صعود الأميين الى منصات الخطابة الرقمية لإتهامها بالريع و التبذير و تشجيع الموسيقي و الفن و التراث المغربي، بل و حتى المهراجانات الوطنية تنتقد بلا صلف و لا حياء لمجرد انها نظمت من طرف هذه الجمعية او تلك…
    الجمعيات بأتمها تعاني من ضعف الموارد و كثرة المطالب و عزوف الشباب و حياد السلطات المغربية و الاسبانية و امتناعها عن الدعم و التمويل و تعاني اكثر من فساد الاجواء بفعل التلوث الذي يعلو منصات التواصل الاجتماعي و الاختصاص المؤسس لابتزاز الوطنيين و تنكيس أعلام الوطن من قبل ما يمكن تسميتهم بحزب الزنادقة الجدد…

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *