هل هي بوادر انفلات أمني بمدينة سطات؟؟

هل هي بوادر انفلات أمني بمدينة سطات؟؟

تصدرت الأعمال الإجرامية قائمة الأحداث و المنشورات التي تم تداولها على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الاخيرة و التي شهدتها مدينة سطات.
و نشرت العديد من الصفحات الفيسبوكية و المواقع الالكترونية صورا و فديوهات و تدوينات تجمع على أن عاصمة الشاوية تعيش مؤخرا على صفيح ساخن بسبب تزايد الأفعال الإجرامية بشتى أنواعها ، و تطرح بخصوصها تساؤلات حول المقاربة الأمنية و التحديات التي تنتظر ولاية أمن سطات و مدى قدرتها على تنزيل الاستراتيجية العامة لمديرية الحموشي، انطلاقا من الاستباقية ، مرورا بالفعالية و وصولا إلى استتباب الأمن.
في هذا الصدد أضحت الأحياء الشعبية بمدينة سطات بؤرا إجرامية بامتياز و منبعا لبروز مقترفي أعمال إجرامية بشتى أنواعها ، و هو ما لقي استياء و تدمرا من قبل ساكنتها التي بات الهلع و الخوف ينتابها خاصة بالليل حيث يبدأ مسلسل إشهار الأسلحة البيضاء و السيوف من قبل جانحين أغلبهم شبان و فتيان ضمنهم ذوو السوابق العدلية و نسبة كبيرة منهم قصر .
و تزداد حدة هذه الأفعال الإجرامية بتناول المخدرات و الأقراص المهلوسة و الخمور ، علما أن هذه المواد الممنوعة و السموم تعرف تجارتها انتشارا واسعا و قد يتم استعمال الأطفال أحيانا في ترويجها ، و الحديث هنا بالخصوص عن أحياء كل من ميمونة و سيدي عبد الكريم و السلام.
و يتم في هذا الإطار استغلال الأسواق العشوائية لتوزيع و بيع هذه الممنوعات على الزبناء و التي يتم استقدامها من مناطق خارج سطات و المدن المجاورة كالدروة و برشيد و البروج .
و بالرجوع إلى الأحداث الإجرامية المشار إليها، تعرض عنصر أمن بحر الأسبوع الماضي إلى إصابة بليغة بعد تلقيه طعنة بالسلاح الأبيض على يد جانح كان مصدرا لقتال دار بينه و بين مجموعة من الطائشين بحي ميمونة تم خلاله إشهار السيوف و استعمال الحجارة و انتهى بإصابة الشرطي قرب حي الكمال ونقل بسببها إلى المستشفى حيث تم رتق الإصابة بأكثر من 15 غرزا ، و رغم اعتقال مقترفي هذه الجريمة فقد تركت دعرا كبيرا في نفوس ساكنة الأحياء المعنية.
و بعدها بساعات أقدم شباب مخدرون على خلق الفوضى و العربدة بحي ميمونة كذلك مع تكسير زجاج بعض السيارات و إتلاف ممتلكات الغير أثناء صراع لتصفية الحسابات فيما بينهم مصدرها الأقراص المهلوسة ، و قبلها بأيام شهد حي السلام الشطر الأول أحداثا مشابهة في محاولة من بعض الجانحين لاحتلال الملك العمومي و منع تفريق سوق عشوائي .
في سياق متصل، لم يخلو الأسبوع الجاري من أحداث إجرامية ، حيث شهد مساء الثلاثاء 10 ماي، إصابة عنصري أمن في تدخل أمني بشارع بلبصير لتوقيف شخص من ذوي السوابق القضائية كان يشكل خطرا على المارة و الساكنة، كما شهدت ليلة نفس اليوم ارتكاب زوج لجريمة في حق زوجته موجها لها طعنات بالسلاح الأبيض على مستوى البطن و لازالت ترقد على إثرها بإنعاش المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بسطات ، علاوة على تسجيل سرقة لمحل تجاري وسط المدينة في ذات التاريخ.
و في اليوم الموالي، أي ليلة أمس الأربعاء، عاشت ساكنة حي سيدي عبد الكريم الشهير “بدلاس” حالة من الرعب بسبب إقدام مدمنين على الأقراص المهلوسة و المخدرات على خلق الفوضى و العربدة بالشارع العام و تحطيم زجاج بعض المحلات و السيارات حاملين السيوف و السواطير في مشاهد تم تداول صورها بمواقع التواصل الاجتماعي.
و عقب هذه الأحداث طالب العديد من المتتبعين و خاصة رواد الفضاء الأزرق بضرورة مراسلة المديرية العامة للأمن الوطني قصد التدخل العاجل و القيام بما يلزم، موضحين أن عناصر الأمن تصل في غالب الأحيان إلى مسرح الجريمة بعد فوات الأوان، فيما تساءل البعض قائلا: هل هي بوادر انفلات أمني بسطات؟
يأتي هذا في ظل العمل المتميز الذي تقوم به ولاية أمن سطات على مستوى السير و الجولان و تنظيم حركة المرور، غير أن ظهور عناصرها الباهت بالاحياء الشعبية و عدم قيام بعض الدوائر الأمنية بدورها كما يجب مثلما الحال بالدائرة الثانية خصوصا بحي ميمونة ، يضع المقاربة الأمنية بين قوسين بمدينة سطات بغض النظر عن الاكراهات و المعيقات مادام الأمر يتعلق بالأمن و الاستقرار و سلامة المواطنين .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *