مركز إيواء ببرشيد يستقبل سيدة مسنة رفضتها دار المسنين بسطات و تجاهلتها السلطات المختصة

مركز إيواء ببرشيد يستقبل سيدة مسنة رفضتها دار المسنين بسطات و تجاهلتها السلطات المختصة
مجلة 24 - عبد الصمد بياضي

أخيرا تم إيواء سيدة مسنة تعاني من شلل نصفي و متخلى عنها بعدما ظل عدد من الحقوقيين و الجمعويين لمدة تقارب الشهر يطرقون الأبواب بمدينة سطات دون جدوى ، ليأتي الحل من خارج عاصمة الشاوية ، و من خلال أناس يقدرون حقوق الإنسان و كرامته و ضرورة معاملة الأشخاص المسنين بالرحمة و الرأفة و الإحسان ، و الحديث هنا عن القائمين على المركز الإقليمي للأشخاص بدون مأوى ببرشيد.

في هذا السياق ، و قبل أسابيع رفض مدير دار المسنين بمدينة سطات قبول إيواء هذه السيدة المقعدة التي شاءت الأقدار أن تصبح من المتخلى عنهم في مراحل آخر العمر و بتراكمات مرضية وصلت إلى حد إصابتها بشلل نصفي ، فقدت معه القدرة على استعمال جسدها من أجل الأكل و الشرب و تغيير اللباس و الذهاب للمرحاض ، حيث برر المسؤول الأول عن دار العجزة المذكورة قراره بعدم توفر يد عاملة مخصصة لمثل هذه الحالات بالرغم من التوفر على أسرة شاغرة .

في ذات السياق ، لم تعر السلطات المحلية الاهتمام اللازم لحالة هذه المواطنة المغربية المسكينة رغم توصلها بكل المعطيات عن وضعها و الصعوبات التي تعترض حياتها ، و اكتفت بتوجيهها إلى دار المسنين بسطات ، و الأخيرة قابلت هذا التوجيه بالرفض ، لتكتفي معه السلطة هي الأخرى بالصمت ، من دون إيجاد حلول بديلة ما دام الأمر يتعلق بحياة مواطنة مسنة تحمل بطاقة تعريف وطنية و حقوقها المشروعة يكفلها الدستور.

في هذا الإطار واصل الحقوقيون و بدون يأس طرق أبواب أخرى ، ليأتي الفرج من قبل المسؤولين على المركز الإقليمي للأشخاص بدون مأوى ببرشيد ، الذين قبلوا إيواء هذه السيدة و استقبلوها بصدر رحب و بكل احترام و إخلاص كنزيلة ستلقى المعاملة الإنسانية اللائقة مثلها مثل باقي النزلاء و ستستفيد من كل الخدمات المتوفرة ، خاصة في ظل السمعة الجيدة التي يشتهر بها هذا المركز و العاملين به.

و بهذا الخصوص ، أعرب أحد الحقوقيين عن شكره الجزيل للقائمين على المركز الإقليمي للأشخاص بدون مأوى ببرشيد على هذه المبادرة الإنسانية التي تنم عن الحس الوطني و العمل التضامني الرفيع ، موجها في نفس الوقت استنكاره الشديد لما أقدم عليه مدير دار المسنين بسطات و سياسة الآذان الصماء للسلطات المحلية ، علما أن إيواء هذه المواطنة يندرج ضمن مسؤولياتها.

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *