سطات : ساكنة دواوير المشرع بن عبو تحتج بسبب العطش

مجلة 24: سطات
في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، خرج العشرات من سكان دواوير الكشاشة بئر الݣعاب والحاج الجيلالي، التابعة لجماعة المشرع بن عبو بإقليم سطات، إلى الشارع للمطالبة بحقهم في الماء الصالح للشرب، بعد أن عاشوا على وقع العطش لأزيد من ثلاثة أشهر متواصلة، وسط صمت مقلق للسلطات المحلية والمجالس المنتخبة.
تجمّع المحتجون صباحا اليوم الاربعاء 11 ماي أمام مقر عمالة إقليم سطات، رافعين شعارات تستنكر التهميش والإقصاء وغياب أي تدخل عاجل لمعالجة أزمة الماء التي باتت تهدد استقرارهم المعيشي.
وأكد المحتجون أن الآبار قد نضبت بالكامل، في حين أُغلقت جميع السقيّات التي كانت تزودهم بالماء، مما دفعهم إلى الاعتماد على وسائل بدائية وغير صحية في بعض الأحيان.
ما يزيد من مفارقة الوضع، أن واد أم الربيع يمر من تراب الجماعة، لكنه بدوره لم يسلم من تداعيات التغيرات المناخية، حيث جفّ مجراه، مما جعل الساكنة تفقد آخر أمل لها في الحصول على مورد طبيعي كان، إلى وقت قريب، شريان الحياة في المنطقة.
الاحتجاجات وجّهت أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى المجلس الجماعي للمشرع بن عبو، متهمين إياه بـ”العجز التام” عن تقديم حلول آنية أو على الأقل التواصل مع المواطنين وشرح ما يجري.
وفي المقابل تساءل المحتجون عن دور المجلس الإقليمي لسطات، الذي وصفوه بـ”الغائب عن هموم الساكنة”، مطالبين بتدخّل والي الجهة والسلطات المركزية للوقوف على حجم الكارثة المائية التي تعيشها المنطقة.
يطالب السكان بتوفير صهاريج الماء بشكل مستمر، والشروع في حفر آبار جديدة أو تفعيل مشاريع الربط الفردي والجماعي بشبكة الماء الصالح للشرب، إلى جانب اعتماد حلول بنيوية على المدى المتوسط والطويل لمواجهة الجفاف.
أزمة العطش بدواوير جماعة المشرع بن عبو، وإن كانت جزءا من السياق الوطني المتسم بندرة المياه، إلا أنها تكشف هشاشة البنية التدبيرية على المستوى المحلي والإقليمي.
الساكنة لم تعد تطالب إلا بـ”قطرة ماء تحفظ الكرامة”، في مشهد يضع الجميع أمام مسؤوليات تاريخية قبل أن تتحول الأزمة إلى مأساة إنسانية.