بتر يد عامل يُفجّر ملف المعامل السرية بمزامزة الجنوبية ضواحي سطات

سطات : محمد الشاوي
هزّت جماعة مزامزة الجنوبية ضواحي مدينة سطات، صباح يوم الإثنين الماضي، فاجعة إنسانية بكل المقاييس، بعدما تعرّض عامل متزوج يعمل بأحد “المعامل السرية للنسيج” بدوار أولاد عزوز، لبترٍ في يده نتيجة حادث شغل مأساوي، وسط غياب تام لأي مراقبة أو شروط للسلامة.
الحادثة وقعت داخل وحدة صناعية غير مرخصة، تعمل في الخفاء، بعيدًا عن أعين السلطات المحلية ومندوبيات التفتيش المختصة، حيث تم نقل العامل المصاب على وجه السرعة على متن سيارة ” الباطرون ” الخاصة ، في غياب أي سيارة إسعاف أو تدخل رسمي نحو المصحة الدولية بسطات، حيث يرقد حالياً بقسم العناية المركزة وسط تكتم شديد من المسؤولين عن الوحدة الصناعية.
الحادث أعاد إلى الواجهة الأسئلة المؤجلة حول عدد المعامل السرية المنتشرة بالجماعة، والتي تشتغل دون سند قانوني، في خرق واضح للقوانين المنظمة للشغل، وغياب تام لشروط السلامة المهنية والوقاية الصحية. كما يطرح تساؤلات جدية حول دور السلطة المحلية وأجهزة الرقابة في تتبع هذه الأنشطة الصناعية التي قد تتحول في أية لحظة إلى بؤر للمآسي.
وإذا كان هذا الحادث قد كشف حجم الفوضى التي تسود هذا القطاع غير النظامي، فإن ما خفي أعظم، في ظل غياب معطيات رسمية دقيقة حول عدد هذه المعامل السرية المنتشرة كالفطر، والتي تستغل الهشاشة الاجتماعية ليد عاملة قروية لا تملك خيارًا آخر سوى القبول بالخطر مقابل لقمة العيش.
فهل ستحرّك هذه الفاجعة المسؤولين لفتح تحقيق شامل وتحديد المسؤوليات؟ أم ستُطوى القضية كما طويت مآسٍ أخرى في صمت، تاركة وراءها يدًا بُترت، وحقوقًا ضاعت، وأعينًا تواصل التغاضي عن واقع لا يُطاق؟