هذا جزء من رهاننا الوطني في النقابة الوطنية للصحافة ومنهن الإعلام
الإعلام قطاع استراتيجي، هكذا صرنا نستأنس في خطاباتنا بنعت الإعلام بالقطاع الاستراتيجي، بالفعل هو كذلك في الدول التي يتم احترام الوظائف فيها، حيث يلعب الإعلام أدوارا في التنوير والتثقيف، والكشف عن الحقائق والتصدي لترويج التضليل السياسي. والمساهمة في تكوين قناعات الناس حول ما يهمهم من قضايا اجتماعية وسياسية.
لكن في المجتمعات التي تنشط فيها الإشاعة، يعتمد الكثير من الناس، في تداول الأخبار وتناقلها فيما بينهم، بناء على الروايات الشفوية والتي لها القدرة على الانتشار السريع، كالنار في الهشيم.
لذا نستحضر في النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام، هذا الرهان لإضفاء مزيد من المصداقية، والاحترافية في تقديم ومعالجة المادة الإعلامية، لتقوم بوظائفها المطلوبة داخل المجتمع وتوسيع المشاركة واللقاءات مع مختلف الفاعلين، للإنصات لما يكونونه عن الإعلام من تصورات وانطباعات مسبقة، ويتفاعلون معه بأحكام القيمة، فيما ينظر الإعلاميون إلى أن العديد من الفاعليين العموميين، لا يفتحون أبوابهم للتداول في أدائهم وإنجازاتهم وتعريف الجمهور الواسع بها، باعتبارها في نهاية المطاف خدمة وجدت من أجل المواطنين، وتسعى للارتقاء بالشروط الاجتماعية إلى ما هو أفضل.
ولم نتردد في المكتب الإقليمي لسطات بالدعوة إلى مائدة مستديرة في موضوع ( نظرة الفرقاء المحليين للإعلام والإعلاميين ) لنخلق منها فرصة للتفكير الجماعي، من أجل إنتاج فائض قيمة في العلاقات التواصلية، حول كل ما يهم الخدمة العمومية، والتعريف بالجهود المبذولة في تنمية الناس والتجاوب مع احتياجاتهم المدنية وبالخصوص الاجتماعية منها، وأن لا تظل المعلومة حكرا على منتجيها من خلال مسؤولياتهم ووظائفهم.
ولكي نقتنع جميعا بأن الإعلام غدا قطاعا استراتيجيا، علينا بناء جسور العلاقات بين الإدارة ومختلف فعالياتها، مع الإعلام المحلي، لنؤسس لعلاقات جديدة في زمن بات فيه الحق للولوج للمعلومة، مطلبا لمجتمع يعرف تحولات عميقة، وهي نفس التحولات التي عرفتها وسائل الإعلام، وصارت لها إمكانيات قوية في المساعدة على تأطير النقاش العمومي، والمساعدة على خلق وعي مجتمعي بالتحديات المطلوبة للخروج من العوامل الضاغطة والمنعشة في العديدة من الحالات للإشاعة وتعمل على تغذيتها لتمارس عوائق كثيرة في حياة الناس.