زمن الجائحة، وتستمر الحياة
لنقلها اليوم، بما يكفي من الوضوح الذي راكمته الخبرات العلمية المتوافرة إلى حدود الآن، أن كوفيد 19 ومتحوراته، بات جزءا من حياتنا المعاصرة، وفي العديد من البلدان لازال يفتك دون هوادة بأرواح الناس وأن ما نخوضه من مقاومة لم يثبت بعد الانتصار على هذه اللعنة.
لكن الناس متشبثون بالحياة ومتشبثون أكثر بالسعي لاكتساب أرزاقهم واستمرار الحياة بهذا الشكل الذي صارت عليه الأمور.
الجهود لا زالت مستمرة في ضمان التلقيح الضروري للبشر، وفي بلادنا فتح عهد جديد لهذه الصناعة بهدف توفير وتطوير اللقاحات، لأن كل التوقعات تفيد أن الفيروس التاجي في كل مرة يعود وبشراسة أقوى من التي بدأها منذ اكتشافه بمدينة أوهان الصينية.
والتوقعات تفيد أن الخريف المقبل، سيعرف فيه الفيروس نشاطا أكثر لتوافر العوامل الموضوعية الخصبة لتوالده وانتشاره. وتقول نفس التوقعات أن القضاء على الوباء لن يكون إلا بحلول العام 2023.
لكن ما العمل لاستمرار الحياة ، وهل بالإمكان ذلك؟
علينا أن نقتنع إن شئنا الحياة، لنا ولغيرنا وإن شئنا الحماية من الفيروس، أن نتعلم ودون تردد ومن الآن وفي كل الأوقات الإجراءات الاحترازية التالية:
ارتداء الكمامة، ارتداؤها ليس ترفا بل وجوبا في كل الفضاءات العمومية وبدون استثناء ولا تفرقة بين ومكان وآخر هل كان للعمل أو قضاء المآرب أو للنزهة.
الحفاظ على مسافة الأمان المحددة في تباعد يناهز المتر، وعدم تبادل التحيا بالعناق وملامسة الأيادي، وهي عادات وجب اليوم استئصالها من السلوكات الموروثة قبل الجائحة. لأنها تعد من المعابر للفيروس من شخص لآخر.
المحافظة على التعقيم، تعقيم كل الأمكنة التي يقع عليها تردد الأشخاص، كما أن التعقيم يجب أن يمس كل الوسائل والأسطح التي تلمسها أياد الغير.
لقد أخبرني أحد الأصدقاء، أنه كان في مهمة عمل وانتقل رفقة إطارين معه في العمل في نفس السيارة، لم يتخل عن كمامته طيلة الطريق الفاصل ما بين أكادير والبيضاء.
في اليوم الموالي تأكد أن أحد الأطر كان حاملا للفيروس وأصاب السائق الذي ا ستهان بالوضع لوم يرتدي كمامته، فتعرض لعدوى انتقال الفيروس.
اليوم الحماية ممكنة وهي بأيادينا، يكفي فقط الانتباه إلى أن الحياة صارت هذه هي متطلباتها لكي تستمر.
اليوم بات من المؤكد أن ارتداء الكمامة والمحافظة على التباعد والتعقيم، لن يقوى الفيروس على التسرب إلى أجسادنا.
الحياة صارت تتطلب هذه السلوكات ومن لم يقو على الاستجابة لها فهو صديق للفيروس وعدو مباشر لأهله وأصدقائه ولكل الناس.