الزعماء وترويض الكائنات الانتخابية
لما لا تأتون عراة حفاة كما الحقيقة لمحطة الاستحقاقات القادمة، وتجعلون سابقها من الأيام، مناسبة لتطارح قضايانا في العيش الكريم.
وتحدثوننا دون شعارات ودون ديماغوجية، عن البدائل التي تتوفرون عليها، للخروج من هذا الانتقال الديمقراطي، الذي طال ولم يسطع له نجم في السماء، لنتجاوز آلامنا ومخاوفنا من مستقبل تسيرون به وبإصرار، ورغم أنفنا، لترهنوه وترهنوننا لدى المؤسسات المالية والتوصيات وتسمحون دون إذن منا، لنفتقد استقلالية القرار الوطني. هكذا فعلتم طيلة عقدين من الزمن، وتزاوجتم على منافعكم وأنتم متنافرون في أصولكم وحساسياتكم السياسية والمذهبية. ووقفتم أمام عيون الكاميرات تضعون الكف على الكف، لتقنعونا بالكذب أن المصالحة أمر ممكن بين الإخواني والاشتراكي والليبرالي..
لقد دقت الساعة أيتها الكائنات الانتخابية، ولم تعد صدورنا تتسع لعودة وعودكم. .تعبنا من الزيادات في كل شيء إلا الأجور، وتعبنا وأنتم لا تفكرون في التضخم الذي أكلنا يوم أكل أجورنا. لم يعد لنا صبر ولا نريد أن نسمع منكم حاجتكم لوقت إضافي كي تحسمون جولة لعبكم فينا وفي أرزاقنا.
افتحوا نقاشات عمومية، وافتحوا مواجهات عمومية على الإعلام الذي جعلتموه بحكم تدبيركم، إعلاما لا يشبهنا ويتنكر لنا في قضايانا اليومية. إعلام يصيبه الخوف أن يلامس جراحنا، وإعلام يساعد ويساهم في تسويق الاتنظارات مثل الأوهام.
افتحوا أبواب الحقيقة، عن الريع والارتشاء والاغتناء غير المشروع عن أعراسكم عن مزاياكم عن التوزيع غير العادل لمقدرات الوطن، وقولوا لنا الحقيقة،( لماذا شي يأكل وشي يشوف، شي خدام فينا وفي البر والبحر وفي المال والأعمال وشي ينش الذبان؟)
تعبنا منكم، حين اكتشفنا أن المؤامرة لن تكون سوى على صناديق الاقتراع.
تعبنا منكم ومن نواياكم، في محاولات الالتفاف على حقنا في الاحتجاج السلمي والحضاري، وتعبنا من هراواتكم على رؤوسنا، وتعبنا من الصبر على الجوع وتعبنا من أياد لم تعد تقوى على تأمين القفة.
تعبنا من التجمع في الساحات، من الصياح من اللافتات التي تصرون على عدم قراءة رسائلها.
إننا تعبنا منكم، ومن عيونكم التي لا برد فيها وربما لا حياء. وأخذنا اليقين، أنكم ليست لكم القدرة ولا الإرادة، على تجاوز مصالحكم الأنانية، لتفكروا في نموذج تنموي جديد، وأنتم الذين أنتجتم الترحال السياسي وبتم الحاضنة الطبيعية لإفساد الديمقراطية، بتهافتكم الأعمى على الكراسي والمناصب، وطرق توزيع الكعكة بينكم وبين حاشية حواليكم أمنتم لها المنام على الوعود، بالدواوين التي وحدها أسالت لعابكم، وأفقدتكم نبل التعاطي مع السياسة، للخروج بآمال الناس إلى رحاب الرخاء الاجتماعي والازدهار الاقتصادي.