الحس الاجتماعي ثقافة وليس شعارات في العمل الجماعي
جماعة الحضرية آنفا بالدار البيضاء، دأبت على اقتناء أدوية الضغط الدموي والسكري للحالات المعوزة، وتخصص لكل مريضة ومريض حصته وفق الوصفة التي يحملها.
هذه الأمراض المزمنة، لها انتشار واسع بين المواطنين، ولا سيما المسنين ولها أيضا كلفة باهظة ،لما تؤدي لها من مضاعفات تصل في حالة الضغط الدموي الحاد إلى الشلل النصفي وفي حالة السكري إلى بتر الأعضاء وتلف بعضها كشبكية العين أو الكلي.. وتخلف حالات من العجز والإعاقة التي يتحمل تبعاتها المجتمع المحلي.
هنا تحضر ثقافة التضامن الاجتماعي، لدعم ومساندة الحالات المعوزة والهشة واحتواء مآسيها كما تفعل جماعة الحضرية لأنفا بالدار البيضاء.
لكن كم من الجماعات الحضرية والقروية تستحضر هذه الأهداف؟ نكاد نجزم أن بعضها لا تتجاوز مساهمتها سوى اقتناء الأمصال ضد داء الكلب أو محاربة الجرذان، ولا تنتبه إلى تداعيات الأمراض المزمنة، لأنها وبكل بساطة تفتقد لروح الحس الاجتماعي ومساعدة المستضعفين في إطار حماية الصحة العمومية للأفراد والجماعات الهشة.
إن التطورات العامة في بلادنا، بلغت مستويات من النضج الوطني، لتطارح قضايا الحماية الاجتماعية ، والحق في جودة الحياة للناس، وعلى الجماعات المحلية أن تستحضر انخراطها في هذه التوجهات وأن لا تظل بمعزل عن هذه الرهانات التي فتح أبواب انطلاقتها الفعلية، النموذج الجديد للتنمية، وتوفير الخدمات الاجتماعية من منطلقات خدمة الناس بواسطة الناس ومن أجل الناس.
إننا نعلم علم اليقين أن العديد من الجماعات، لا تردد في صرف بعض من ميزانيتها في قضايا لا يكون لها واسع الأثر في قلب المجتمع، لكن إن أخذت بتجربة جماعة سيدي بليوط بالدار البيضاء، قد تكون وفرت على المجتمع مآسي لا تعد ولا تحصى.