الجيليات الصفراء للابتزاز اليومي
فؤاد الجعيدي
بلغ السيل الزبى، كما يقول المثل مع أصحاب الجيليات الصفراء وفي كل المدن المغربية وبدون استثناء.
وأضحى هؤلاء قطاع طرق في واضحة النهار، يبتزون كل مواطن يحاول ركن سيارته بالشارع العام.. الظاهرة تعرف اليوم احتجاجا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تم بها توثيق لحظات تؤشر لعنف اجتماعي غير مسبوق، حيث صاحب السترة الصفراء لم يتورع في سب وقذف رجل وامرأة بأفظع الألفاظ السوقية لأنهم لم يعطوه مقابلا نقديا لركن سيارتيهما لبضع دقائق من أجل قضاء بعض الأغراض.
الحادث تطور وأصبح صفحة فيسبوكية تحت عنوان: ( ضد مول جيلي أصفر) يعرض فيها زوارها المشاهد اليومية للتجارب المعيشة، للاعتداءات التي عاشوها مع هؤلاء الأشداء والغلاظ الطابع الذين جعلوا من الفضاءات العمومية ممتلكات لهم وباتوا يتحكمون في أسعار وقوف سيارات ولا ندري لماذا تؤدي ضرائب عليها لفائدة الدولة وهي فيما يبدو غير عابئة بصيانة حقوقهم المشروعة في استغلال الشارع العام.
اليوم وفي العديد من المدن باتت جهات تتحكم في هذه السوق وتوظف فيها أصحاب السوابق ولاسيما في المدن السياحية لاستخلاص أموال دون وجه حق، بل في بعض المجالس البلدية هناك أعضاء من ربطوا علاقات مع شبكات أصحاب السترات الصفراء لتشديد الحراسة على الأماكن المسموح الوقوف بها.
بعض هؤلاء القطاع الذين لا يجيدون سوى العنف أسسوا جمعيات باسم المجتمع المدني لاستقطاب الحتالات وتوظيفهم علنا في هذا العمل المقنع لجني الأموال دون وجه حق أمام مسمع ومرآي مختلف السلطات العمومية، والتي يعود لها الاختصاص في المحافظة على النظام العام ومنع كل من سولت له نفسه لمارسة منطقه الخاص في جني المال.
ما حدث في شوارع الرباط وتم التوثيق له، كاف لتدخل مصالح الدولة لتحرير هذه الشوارع العامة من هؤلاء وعلى المجالس المنتخبة الأخذ بزمام الأمور وأن لا تتركها مجالا لنظام السيبة.
لنتساءل كم يكلف الوقوف اليومي لسيارتك من دراهم.. حين تأخذك الحاجة للوقوف أمام الصيدلية أو للتسوق في الصباح ثم لتناول قهوة المساء، طيلة اليوم من مكوس تدفعها أو تتعارك من أجل عدم دفعها لأنك لم تغادر سيارتك.
إنها مأساة يومية، يعيشها الرجال والنساء، وقد حان الوقت لأن يوضع حد لهذا العبث.