التلميع السياسي بالمغرب
يتم تقديم السياسيين في الديمقراطيات الحديثة، خلال الحملات الانتخابية، عبر المؤسسات الإعلامية المختصة، في إدارة الحملات لفائدة المتنافسين، بل إن هذا الإعلام، يركز على المؤهلات ومشاريع البرامج لكل مرشح على الفلسفة التي سيواجه بها، القضايا المطروحة على المجتمع، ويدافع عن الخطط والاستراتيجيات التي شكلتها فرق العمل من الخبراء.
لكن في المغرب، يتكلف أشخاص من الدائرة المصغرة للمرشح، الذي سبق وأن قدم في مراحل ماضية، وعودا ولم يعمل على تحقيقها، وبعودته الجديدة هو في أمس الحاجة لتلميع صورته بين الناس.. والتلميع هنا، شبيه بعمليات تلميع النحاس أو الفضة في البيوت ليشتد بريقها وتظهر ولكأنها جديدة.
الحاج نبيل، كلف بعضا من المقربين من دائرته، ليقوموا بمهمة التلميع التي يحتاجها بقوة، خلال هذه الأيام لإقناع الأعيان الذين يتوافدون على هذا التنظيم والذي كان لا يحظى بالانخراط فيه، إلا الذين آمنوا حتى النخاع بالنضال الطبقي وأن طريق النضال شاق وطويل، للمساهمة في تغيير المجتمع، والانتقال به إلى أوضاع أفضل والتصدي لاستغلال الإنسان لأخيه الإنسان.
الحاج نبيل عليه تقديم الضمانات لهؤلاء الوافدين الجدد، وإقناعهم أن تواجدهم في قلب هذا الحزب الذي لم يعد يساريا بالمعنى الاشتراكي للكلمة، ولم يعد مؤمنا بالصراع، ولم يعد المناضلين فيه مدعوون لاستيعاب أفكار الاشتراكية العلمية واستحضار مناهج المادية التاريخية والجدلية في تحليل الظواهر الاجتماعية في ارتباطاتها الشمولية، وعلائقها بين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، لفهم حركية المجتمع في خضم هذه التطورات والتحولات.
كيف يقدم السي الحاج نبيل اليوم، والواقع يؤكد أنه حصل على رقم قياسي في إدارة سفارة بإيطاليا، ولم يتعد وجوده فيها ثلاثة أشهر، وكانت له زلة لسان كلفته سخطا وصفة وشح بها يوم نعته بيان للديوان الملكي بأنه مضلل، ثم كان الختام بالإقالة الملكية على التقصير في المهام التي تقلدها بصفته وزير في حكومة قدمت تعهداتها لعاهل البلاد. وتلقى حسما، أنه لن يفرح مستقبلا بأي منصب سام.
الناس علموا بهذه الحقائق، والتي باتت موثقة على صفحات المواقع الاجتماعية، لكن جوقة ملمعين صورة الحاج نبيل يقولون، واللسان ما فيه عظم أنه تلقى وعودا من حلفائه السياسيين، أن يكون الشخصية الثالثة في الهرم السياسي في البلاد أي رئيسا لمجلس النواب القادم، يقول المثل المغربي( للي ما حلم يتفرقع)
لن يكون له منصب سام هذا وعد قاطع، لكن محيطه الذي يدبر معه متاعب مرحلة الاستحقاق بروح غير عقلانية وفيها كثير من المسخ الاجتماعي، يروج لهذه الحكاية ولا يقولون لهذا الجمهور المتوافد، أن منصب رئيس مجلس النواب هو نفسه منصب سام.
لكن حب الرجل للمناصب، أنساه استحضار القيم التي يعمل اليوم بمعوله على إقبارها والاصرار على دق آخر مسمار في نعش حزب يا معلمنا كيف نصنع أحلامنا في وطن حر وسعيد