الانتخابات تكشف عن أسرارها
اليوم صناديق اقتراع 8 شتنبر 2021، تبث رسائلها بقوة في حق بعض الوجوه السياسية، التي لم تدرك بأن المغرب قد تغير وبالتالي أن هذه الشخصيات قد انتهت صلاحيتها.
رئيس الحكومة الذي تمت مواجهته في الشارع، والمطالبة برحيله، قد قالت فيه الصناديق كلمتها وبوأته الدرجة السفلى، الحاج نبيل الذي صد الأبواب عن رياح التغيير الديمقراطي، وخاض جهادا في رفاقه، خسر المعركة وتبوأ الرتبة ما قبل الأخيرة، ولن يشفع له هذا السقوط سوى في الانسحاب من المشهد السياسي بدون رجعة.
لقد ردد مرات عديدة أنه يقود حزب عمر 70 سنة من النضال، لكنه لم تكن له القدرة على لم شمل الرفاق، كما فعلت أحزاب أخرى واحتوت مشاكلها بالتوافقات الممكنة..
حقق الفائز في دائرة الرباط، فارقا على نبيل بنعبد الله، وصل إلى 13682، وهي لعمري مأساة بكل المقاييس، وهذه النتيجة لم تؤكد سوى القاعدة التي رافقت الحاج نبيل في كل مساره السياسي، وهي جني الفشل في كل مسؤولية تقلدها، كما وقع في إدارته لجريدتي البيان وبيان اليوم ثم الحصيلة غير الايجابية التي تابعته كظله فيما تقلد من مناصب حكومية.
اليوم يتضح أن أحزبا استطاعت أن تسترد عافيتها، من موقع المعارضة وأخرى حسنت من مواقعها، وتبوأت المكانة التي عملت من أجلها بالإعداد المقبول لغمار الاستحقاق. لكن باستقلالية عن العدالة والتنمية، والتي فضل البعض فك الارتباك معها في الشوط الأخير من حياة الحكومة غير المأسوف على رحيلها.
لا ننسى أيضا، أن حزب العدالة والتنمية، هو الآخر كانت له عوامل ذاتية بعد إعفاء ابن كيران ومجيء العثماني الذي لم يكن رجلا وازنا لتدبير رئاسة الحكومة، ولم يقو على أن يكون رئيسا لكل المغاربة واتخذ مع فريقه الحزبي قرارات، لم تكن تعمل على الانزياح إلى الكادحين بل زادت الأوضاع ضيقا وتشنجا.
يتضح أن للمغاربة اليوم ذاكرة، وعاقبوا العقاب السياسي، لكل من استحق هذا العقاب على مواقفه، وعدم ارتقائه لخدمة انتظارات المواطنين، حيث انهارت قلاع العدالة والتنمية، وتساقطت كأوراق الخريف.. فخلال العشر سنوات الأخيرة ذاق المغاربة، أسوء تدبير سياسي في تاريخهم العاصر، مع ما اتخذته العدالة والتنمية من إجراءات كان كلفتها قاسية على أوضاع الطبقة العاملة والتي لم تتردد عبر تعبيرها النقابي، في الحضور بقوة لإنزال العقاب السياسي بمن كان وراء تقهقر أوضاعه.