افتتاحية مجلة 24: عن بناية قصر بلدية سطات أحكي

افتتاحية مجلة 24: عن بناية قصر بلدية سطات أحكي
بقلم فؤاد الجعيدي

في أوج عطائي السياسي، كنت متابعا ومتبصرا، لشؤون العمل الجماعي ببلدية سطات، عايشت رؤساء، قاسمهم المشترك الطيبة وسخاء البسمات، وأدركت أن بالبلدية بين أحزاب المعارضة والأحزاب التي تسير شأنها، لا توجد عداوات دائمة، ولا خصومات أبدية، وإنما هناك مصالح، أدركت هذه الحقيقة لما أصبح الحزب اليساري، الذي كنت أنتمي إليه، يعطي نموذجا في الارتماء والانبطاح للكتلة اليمينة، ضدا في التحالف مع قوى اليسار،. فتوقفت عن المتابعة اليومية لما يجري ويدور في هذه البناية.
التعاطي مع شؤون البلدية على مستوى الكتابة الصحافية، يحتاج إلى بعض الدهاء، لمعرفة خبايا وخلفيات الصراع، متى يحتد؟ ومتى يصيبه الفتور؟ حين ترغد وتزبد الألسن، ويأخذها الحماس لتذكر خصاص المدينة، لا يعني أن قلوبهم عليها، ولا سيما إن انتفض الناس من كراسيهم في نهاية الجولة الأخيرة من عمر المجلس.
حاولت كثيرا، أن أفهم كيف يعارض البعض وينتفض ويولول، وبعدها يصوت بيد مرفوعة للسماء. ليس هذا منكرا إنما المصلحة، التي اقتضت ذلك.
ما لم أفهمه أيضا، أن عددا من أعضاء البلدية، لا يعجبهم حال المدينة ولا أوضاعها، وساخطين على شوارعها وفوضاها مثل سائر ساكنة سطات، لأنهم بكل بساطة لا يملكون مشاريع ولا تصورات عن أدائهم داخل هذه المؤسسة، وما أدراك ما اختصاصاتها، بأدوارها في الحياة اليومية للساكنة، ومشاكل المواطنين اليومية.
رئيس البلدية هو عمدة المدينة وهو الناطق باسم ساكنتها، وهو الشخص الكبير في هرم التمثيلية الديمقراطية، التي أتت به إلى هذا المنصب، والذي لا يقدر هو نفسه هذه المكانة، مثلما يحدث في دمقراطيات الدول، ومثلما يبدو أن سائر الأعضاء لا يقدرون جسامة مسؤولياتهم وأماناتهم العظمى في حياة المدينة وتدبير شؤونها. ويتأسفون مثل باقي الناس على عجينة أياديهم.
كان علي بذل جهود قوية، وخلق علاقات متعددة ، لأفهم في نهاية المطاف، أن كل الأطياف السياسية لها علاقات، في ظاهرها صراعات قوية ومشادات تبتدئ ولا تنتهي، لكن في العمق هناك مصالحات حميمة، في تبادل المنافع والمصالح المشتركة.
لتظل مدينة سطات هي نفس المدينة، التي تعاقبت على تدبيرها ألوان متعددة وعشية الاستحقاقات، سيغرقون الناس بالوعود المعسولة، على أن الجولة القادمة ستعرف فيها المدينة نهضتها الأولى، والتي لم يسعفهم الحظ في الجولات الماضية، لإنجاز أماني الناس، في مدينة تليق بكرامتهم وتليق بوزنها الحضاري وإرثها التاريخي.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *