افتتاحية مجلة 24: سعي قديم لاستحقاقات الجديدة القادمة

افتتاحية مجلة 24: سعي قديم لاستحقاقات الجديدة القادمة
بقلم فؤاد الجعيدي

هناك اليوم نقاش واسع على المستوى الوطني، على ما ينبغي أن تكون عليه الرهانات القادمة للاستحقاقات المقبلة، بعض المؤشرات تفيد، أن النقاش جار لتقوية تمثيلية النساء وعلى الشباب يدور نفس النقاش.
المجلس الوزاري الذي ترأسه عاهل البلاد، أقدم على اتخاذ إجراء قوي للرفع من مبلغ الدعم العمومي الممنوح للأحزاب، قصد مواكبتها، وتحفيزها على تجديد أساليب عملها، بما يساهم في الرفع من مستوى الأداء الحزبي ومن جودة التشريعات والسياسات العمومية، مع تخصيص جزء من الدعم العمومي لفائدة الكفاءات التي توظفها في مجالات التفكير والتحليل والابتكار.
إنجاز هذه التطلعات يقتضي، أن تكون الأحزاب في مستوى تطلعات المرحلة، برجال ونساء من شبيبة الأمة، يتحلون بقيم عصرهم المبني وفي كل الدول على التنافس بين الكفاءات والمؤهلات، وغير مرتبط كما حدث ويحدث عندنا بالقرابات العائلية وروابطها، والتدخل المباشر في التعيين من طرف الزعيم لأقرب الناس ولاء وخضوعا وخنوعا له.
الظروف تستوجب ترسيخ الديمقراطية، وتوسيع باب المشاركة بين مناضليها والانفتاح أكثر على النخب المثقفة والعالمة، والتي ظلت لعقود تنفر منها الأحزاب وتعمل على تهميشها، لأنها تقلق بأسئلتها العميقة التي تنبش وتحفر في عمق القلق الاجتماعي، وتناهض التخلف ببنياته وعوائقه، وهي نفس البنيات التي ظلت تستفيد منها الأحزاب، وتبسط هيمنتها على الناس، في مظاهر حشد الحشود وإطعام الناس وعدم السماح لهم بتطارح الأفكار والبحث في مخارج جديدة، لمواجهة ما يحبل به الواقع من مشاكل وتعثرات، دامت زهاء سبعة عقود، وبات ينتشر معها الإحساس بعدم جدوى النضال وأدت في نهاية المطاف إلى عزوفهم.
حان الوقت لأن تسترد فيه السياسة نبلها، وأن تعرف الأحزاب أن من مسؤولياتها تربية الناس، وتعليمهم طرق احترام الواجبات واحترام النظم التي تؤطر العمل السياسي، وتبني تصوراتهم على برامج ومشاريع اجتماعية واقتصادية، وتعلمهم آليات التعبئة حولها والنضال من أجل تحقيقها.
غير أن ما نلاحظه اليوم في صفوف بعض السياسيين، الذين أغوتهم الكراسي، أنهم عادوا إلى عاداتهم القديمة، في استمالة الناخبين بطرق غير سياسية، بل يلهثون وراء محترفي جذب الناس لأخذ الوعود عن عدم التفريط فيهم. لا تهمهم مواجهة قضايا المغرب الصاعد، في التنمية والتطور الحديث والانتقال الديمقراطي السلس، بقدر ما يسعون للعودة إلى سفن لم يعد بإمكانهم قيادتها في المشروع الحداثي الراهن.
عليهم أن يتقاعدوا اليوم قبل الغد، وفسح المجال أمام شباب الجامعات والمقاولات الشابة والجمعيات التي تتبنى الهموم الحقيقية للجماهير وتقاوم من أجل نصرتها.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *