افتتاحية مجلة 24: سطات المدينة التي يضغط عليها محيطها القروي

افتتاحية مجلة 24: سطات المدينة التي يضغط عليها محيطها القروي
بقلم فؤاد الجعيدي




لم تصمد طويلا مدينة سطات في احتكارها لمركز الجهة ، بالرغم من المنشطات التي حقنت بها، ولم تستطع لعب الأدوار الطلائعية التي أسندت لها على حساب مدن عريقة وناشئة، كخريبكة وابن سليمان وبرشيد وبالرغم من اقتطاع جزء من المحيط الأطلسي وإلحاقه بها لم يسعفها الأمر لتكون من المدن الصاعدة في البلاد.
سطات تمتعت في زمن ما بمنطقة صناعية، كان الهدف منها استقطاب الرأسمال الأجنبي والوطني، ونجحت إلى حد ما في توفير فرص العمل لخريجي المؤسسات التكوينية. التي وفرت في وقتها التكوينات الملائمة لهذه المنطقة ذات الوحدات الإنتاجية الناشئة.
غير أن هذه المدينة لم تحافظ على هذا التطور وظهرت المنطقة الصناعية ببرشيد، والتي غدت تهاجر إليها حتى بعض الوحدات المستقرة بسطات.


بدون شك، أن هذه المنطقة الصناعية عاشت نزيفا ثم موتا بطيئا أمام أعين كل السلطات المعنية بقضايا الاستثمار وإنعاش التشغيل، والتي لم تحرك لمواجهتها المبادرات القوية لاستعادة الدور الذي وجدت من أجله.
العديد من الوحدات السابقة، أقفلت أبوابها وتخلت عن عمالتها، والتي لم تجد بدا في أوضاعها وظروفها القاسية لمواجهة متطلبات الحياة، في اللجوء إلى الحرف الموسمية أو الإقبال القوي على امتهان وظائف الباعة المتجولين.
للأسف الشديد أن الحلول التي اجتهدت في تمثلها السلطات المنتخبة والمحلية، لم تتعد إقامة أسواق القرب والتي لم تزد الطين إلا بلة، وفيها تم هدر مال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
إن الحلول الجذرية للنهوض بالمدينة، لا يمكن توفيرها إلا في إطار عقد مناظرة محلية حول هذه المنطقة الصناعية، والتفكير في استثمار كل علاقات الفاعلين بالمدينة لاستقطاب رؤوس الأموال، وقبل هذه المهمة على المعنيين بالاستثمار وتنشيطه محاولة فهم الأسباب العميقة التي أدت إلى ما صارت عليه هذه المنطقة من حال وخراب.
أكثر من هذا هناك مطاحن، توقفت منذ زمان وصارت المحلات القديمة مخازن أو دور سكنية.
لنعد إلى القول أن هذه الوحدات المعطلة استفادت من الدعم بمختلف الأشكال على أساس أن تلعب الأدوار المنوطة بها، في الانتقال الاجتماعي للتركيبة السكانية وإخراجها من تأثير عوامل البداوة إلى أطوار التمدن الصناعي الذي ترتفع مساهماته في الناتج الخام للمدينة ويعمل على الرقي بحياة الناس.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *