افتتاحية مجلة 24: الرئيس الأمريكي بايدن BIDEN يدعو العمال للانخراط في النقابة

افتتاحية مجلة 24: الرئيس الأمريكي بايدن BIDEN يدعو العمال للانخراط في النقابة
بقلم فؤاد الجعيدي

هناك توجيهات خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية لعموم العمال والمأجورين قصد الانخراط في العمل النقابي.
ففي تغريدة لنائب الرئيس كمالا هاريس كتب أن ( هناك كرامة في كل عمل. وعندما يتمكن الناس من الانضمام إلى النقابات، دون تدخل، يصبح العامل أكثر احتراما وحماية وأنا وبتوس POTUS، ندعم العمال والنقابيين وأولئك الذين يعملون في النقابات، في ألاباما وعبر أمريكا ).
الرئيس الأميركي جو بايدن JOE BIDEN يحث العمال الأمريكيين على ضرورة الانخراط في النقابات. ولا شك أن انخراط العمال في النقابات له فوائد لا تعد ولا تحصى على المردودية الانتاجية وتطوير القدرات الاقتصادية للبلدان التي تتمتع فيها الطبقة العاملة بحرية الانتماء النقابي وعدم التدخل في شؤون العمال سواء من طرف الحكومات أو أرباب العمل أو الدولة.
إن الأنظمة السياسية التي تقر للعمال بحقهم في التنظيم النقابي، لا تعرف التوترات الاجتماعية بل تخلق لها الإطارات المؤسساتية للتفاوض بين أطراف علاقات العمل والتي تقف إزاءها الحكومات بنفس مسافات الحياد ولا تغلب طرفا على آخر.
إن التجارب التي راكمها العمل النقابي ببلادنا، تكشف أن الأحزاب السياسية أوجدت لها أذرعا نقابية تستخدمها في المعارك السياسية وتساوم بها في المحطات التفاوضية على المناصب الحكومية ثم تعمل على فرملتها إذا ما وصلت إلى سدة الحكم. ولنا ما يكفي في تاريخنا المعاصر من الدروس والخلاصات ما يثبت أن الطبقة العاملة المغربية زج بها واستخدمت في صراعات سياسية وتطاحنات فيما بينها وهو وضع لم يخدم بما يكفي المصالح الحيوية للعمال.
إن التباينات السياسية داخل مجتمع طبقي مشروعة وحق الانتماء مضمون للجميع في تبني الحزب الذي يريد وينسجم مع قناعاته السياسية والإيديولوجية، لكن على مستوى الكفاح الاجتماعي، ليس هناك أي تناقض بين مأجور وآخر والرهان خاسر عندما يصبح في نفس المؤسسة تنظيمات نقابية متعددة فهي تستأصل قوة العمال وشوكتهم في كل تفاوض.
الاتحاد المغربي للشغل ومنذ التأسيس ظل كمنظمة جماهيرية تقدمية يحتضن العمال من مختلف مشاربهم السياسية والايديولوجية ويقررون في مصالحهم المشتركة وفق ما يتخذونه من قرارات داخل النقابة والتي ترتبط بالأساس في الدفاع عن أوضاعهم الأجرية والظروف والشروط التي يزاولون فيها مهامهم المهنية.
صحيح أن ظروفا تاريخية وسياسية مر منها المغرب والعالم هي التي صنعت التعددية النقابية ففي أروبا كانت النقابات في تعددها منقسمة بين الانتماء الايديولوجي الاشتراكي والرأسمالي وأيضا الانتماء الديني للكنيسة، وهي العوامل التي ساهمت في تفتيت العمال وتقسيمهم. اليوم زالت هذه العوامل وعلى العمال بالمغرب الرجوع إلى حضن بيتهم الأول الذي لا يزايد على أوضاعهم بالحسابات السياسية الضيقة.
وعلى بقية الأطراف الاقتناع بأن نقابة واحدة وموحدة هي التي ستضمن للمجتمع استقراره السياسي الحقيقي وخارج هذا المبدأ فإن رهان التقسيم هو التخلف بعينه.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *