افتتاحية مجلة 24: الدروس والخلاصات من الحركة الاحتجاجية لرجال التعليم بسطات
شهدت اليوم مدينة سطات حركة احتجاجية واسعة من الأطر التربوية للمديرية الإقليمية بسطات وأيضا الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد.
الحركة الاحتجاجية اتخذت لها ،مقر الوزارة بسطات للتعبير عن مطالبها الحيوية والمشروعة والتنديد بالمواقف السياسية لحكومة العثماني، وحزب العدالة والتنمية الذي عرف في عهده تنزيل قانون التعاقد، والذي ضرب في عمقه المكاسب الوطنية التي حققها رجال التعليم من الاستقلال إلى حدود سنة 2011 التي جاءت بالحكومة المشؤومة والتي شكل عمودها الفقري الحزب الإسلامي الذي دب على الأخضر واليابس بالتعاون مع حلفائه في الحكومة.
لا بد لنا من استخراج الدروس والخلاصات من هذا الاحتجاج، أنه عرف مشاركة كل النقابات التي وحدت من مواقفها وتناست خلافاتها المفتعلة، وهذا هو الخيار الاستراتيجي الصحيح الذي أثبتت المعارك قدرته على انتزاع المكاسب.
أن الأمن والسلطات المحلية بمختلف أجهزتها وأطرها أمنت الظروف والشروط الصحية لكي تمر ساعات الاحتجاج، في إطار من الانضباط وروح من المسؤولية، كما يقع في كل الديمقراطيات العريقة.
إن الشعارات التي رفعت في هذا الاحتجاج كان تتوجه للحكومة باعتبارها مسؤولة عن النتائج الكارثية التي نحصدها اليوم، ووجهت أيضا للمسؤول الأول عن وزارة التربية والتعليم، الذي بات اليوم يعطي تأويلات سخيفة عن التوظيف بالتعاقد الذي تحكمه نصوص قانونية وتشجع على الهشاشة في قطاع استراتيجي حيث أن كل إقلاع حقيقي مرهون بموارده البشرية والتجاوب مع مطالبه المشروعة في الاستقرار الاجتماعي.
في كل الدول يحظى رجال التعليم بوضع اعتباري خاص، ولا أحد ينكر في بلادنا أن أوضاع رجال التعليم أصابها من التدهور ما يفرض اليوم المساءلة والتفكير الجماعي لتجاوز هذه الاختلالات وإعادة الاعتبار لرجال التربية والتكوين ولمكانتهم الاجتماعية.
اليوم مدينة سطات تعطي المثال والنموذج الحضاري الذي تمتعت به كل الأطراف من رجال الأمن والسلطات العمومية، ورجال التعليم عبر نقاباتهم وإطاراتهم الداعية للاحتجاج ، والجميع تحلى بالمسؤولية لتبليغ الرسالة لكل من يهمه الأمر ولا سيما هذه الحكومة التي ابتلينا بها والتي لم يسجل لها الرغبة في احتواء الأوضاع بالحوار والتفاوض من أجل الوصول إلى توافقات تاريخية تستأصل القلق الاجتماعي من جذوره.
إنها حكومة فريدة من نوعها اختارت، وفي محطات عديدة صب الزيت على النار، حكومة صماء، وننتظر أن توقظها من سباتها أصوات المحتجين في كل ربوع الوطن.