أتباع العدل والإحسان يؤججون الأوضاع بالفنيدق
مجلة 24 : مكتب تطوان
تمثل نسبة الأحياء العشوائية و الهامشية بمدينة الفنيدق أكثر من 70 بالمئة من الساكنة، هذه الأحياء نبتت كالفطر على أطراف المدينة بسرعة قياسية مما جعل منها بيئة مناسبة لتناسل وتكاثر أتباع جماعة العدل والإحسان.
جاذبية العدل و الإحسان لا تعتمد فقط على الجانب الروحي، وإنما أيضا على العمل الإجتماعي الذي يستحوذ عليه الإسلاميون، نظرا لغياب الخدمات الإجتماعية و عدم وصول أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى الأحياء الفقيرة بالفنيدق حتى أصبحت خزانا لأتباع الجماعة.
مدينة الفنيدق على الخصوص لم يتم إختيارها بالصدفة من طرف جماعة العدل و الإحسان، لنعد للوراء و بالظبط صيف سنة 2000 حيث حاولت الجماعة السيطرة على شاطئ الريفيين من خلال إتخاذه كمخيم للإصطياف و الإستجمام تمهيدا لزرع أعضائها بالمدينة، لكن تدخل السلطات آنداك و بفضل الباشوات الذين تعاقبو على الفنيدق قلص من تواجدهم بالمدينة، لكن منذ تولي الباشا الجديد زمام الأمور و المدينة تشهد توافد عدد كبير من أتباع الجماعة عليها، حيث ساهمت سياسته في توفير كل الظروف المناسبة لتغلغلهم وتناسلهم كالفطر بعد أن أقفل باب الحوار والتواصل في وجه جميع الجمعيات ووقف ندا ضد أي مبادرة جمعوية حتى قتل العمل الجمعوي خصوصا في شقه الإجتماعي، مما مكن أعضاء جماعة العدل والإحسان من السيطرة على العمل الجمعوي بالفنيدق خصوصا بالأحياء الفقيرة و المهمشة بعد إنتشار الفقر والحاجة بين الساكنة بسبب إغلاق الحدود، وتوقف التهريب المعيشي، مما مكن الجماعة من الظهور بثوب البطل المنقذ الذي ينتشل المحتاجين من براثين الفقر والسؤال، موجهة بذلك أسهم النقد اللاذع صوب الدولة والسلطة بخطاب ديني محض، مع نشر بذور الفتنة والحقد والكراهية ضد الدولة.
ولعل الشعارات التي رفعت البارحة أثناء محاولة مجموعة من القاصرين الدخول لسبتة السليبة سباحة هو ما يدفعنا ككل إلى التفكير في الجهة التي حاولت سابقا وتحاول الآن تأجيج الوضع بالفنيدق.
لابد من رصد مستمر لتحركات أتباع جماعة العدل والإحسان بالفنيدق خصوصا، وأن أغلب عناصرها كانوا يتعاطون التهريب المعيشي، كما أن البعض منهم كان قريب من رؤساء مافيا التهريب المنظم داخل سبتة أو كمسؤول عن عمليات التهريب بين الحدود من خلال السهر على مرورها.
فالاحتجاجات الأخيرة التي عرفتها مدينة الفنيدق وتورط فيها بعض من قيادي وأتباع الجماعة بالمدينة الذين يفضلون الإشتغال في الخفاء من خلال كتابة تدوينات محرضة على الخروج للشارع لفتح باب سبتة من جديد أمام التهريب المعيشي أو تحريض المراهقين للارتماء في عرض البحر، حتى يضروا بصورة المغرب حقوقيا هو ما ينمي من فرضية أن جماعة العدل والاحسان تسعى إلى تأجيج الوضع، وقد ساعد على ذلك ظهور تدوينات محرضة من قبل طلبة جامعيين يوجدون بين صفوف جماعة العدل والإحسان، حيث يشكلون الحلقة الأقوى بالفنيدق من خلال مواكبتهم لكل المشاكل والأخبار ذات الطابع الشعبي، وتصويبها ضد السلطة بخطاب ديني محض لإستمالة الناس عن طريق الفايسبوك، وهو بالضبط ما حدث يوم الأحد 25 أبريل 2021، حيث عرفت المدينة نزوح عدد كبير من المراهقين إلى شاطئ “بوتيت نغريتو” من أجل السباحة في اتجاه سبتة السلبية، مستغلين إندفاع وحماس المراهقين.
كما أن انتشار مجموعة من الملابس والأدوات الخاصة بالسباحة والغطس في البحر على طول الشوارع والأزقة التي تتخلل سوق المحطة الطرقية بالفنيدق ساهم بشكل كبير في بروز هذه الظاهرة.
بالنسبة للأحياء الشعبية بمدينة الفنيدق و التي تشهد تواجد كبير لأتباع جماعة العدل و الإحسان، نجد حومة حمام حدو و هو حي شعبي جديد يشكل بؤرة جديدة و مناسبة لأتباع الجماعة، و كذلك الحومة الكحلا و حومة الواد و كنديسة التي تعتبر البؤرة التقليدية و المركزية لأتباع العدل و الإحسان، كما تشكل بعض مراكز و دور تعليم القرآن و مسجد سيدي بوغابة نقط نشيطة لتمرير خطابات الجماعة و نشر فكرها كما تتخده مقر رئيسيا لإجتماعاتها السرية بالمدينة.
إن جماعة العدل و الإحسان تنظيم ذو إمتداد شعبي واسع يشكل مصدر قلق للنظام المغربي و قرب مدينة الفنيدق من الحدود مع إسبانيا و بالضبط مع مدينة سبتة السليبة التي يحكمها حزب يعادي المغرب، بالإضافة إلى وجود عدد مهم من أتباع الجماعة داخل مدينة سبتة و تضرر مصالحهم بسبب إغلاق معبر باب سبتة و إنقطاع أرزاق مجموعة من أتباع الجماعة، بسبب هذا الإغلاق و تواجد أتباع الجماعة و قادتها في كل الإحتجاجات الشعبية التي يشهدها المغرب بين الحين و الأخر يجعل من تمركز جماعة العدل و الإحسان بهذه المدينة الحدودية مصدرا لزرع بذور الفتنة و زعزعة إستقرار المملكة.