الجديدة…احتفالات باردة و باهتة خلال عيد الشغل مع غياب التعليم والصحة
شهدت بعض المدن المغربية يوم الأربعاء فاتح ماي الجاري، احتفالات بعيد العمال، وسط أجواء و إيقاعات باردة وباهتة و عرفت حضورا ضعيفا لعدد من القطاعات العمالية، و أبرزها قطاع التعليم و قطاع الصحة….
و على الرغم من محافظة بعض النقابات على حضورها في هذه المناسبة في عدة مدن، فإن مدينة الجديدة كانت على العكس من ذلك، فبعض النقابات غابت عن المشاركة كما كانت في الأعوام السابقة، و أخرى غابت عنها المساندة الجماهيرية ولم يحضر مناضلوها، مما ألقى بظلاله على الاحتفالية بمدينة الجديدة…
كما أن غياب قطاعات عمالية و الصراعات الفارغة داخل نفس النقابة، أثر بشكل كبير على المشاركة و الاحتفال بالعيد الأممي، و هي صراعات تؤججها بعض العناصر لغاية في نفس يعقوب…
الإحتفالات بمدينة الجديدة بدت محدودة مع وجود منصات شبه فارغة من الحضور النقابي، و رفع المشاركون لوحات ولافتات أصبحت مألوفة مع ترديد لكلمات و شعارات غالبا مايتم تكرارها للمطالبة بمزيد من الحقوق و تحصين للمكتسبات…
و قد ساهم التشتت النقابي باقليم الجديدة بالدرجة الأولى في الاحتفالات، فكل نقابة فضلت الإحتفال لوحدها بمكان معين او بالقرب من مقرها، و دون وجود تنسيق جماعي مسبق كما كان في السابق…
وعادة ما يكون فاتح ماي فرصة للمطالبة بتحسين ظروف العمل و بالمطالبة بحقوق العمال، لكن هذه السنة و مثلها خلال السنوات الأخيرة، لم تكن الشوارع بمدينة الجديدة تعكس لتلك الحماسة والحضور الكثيف كما في السنوات السابقة.
إذ كانت شوارع مدينة الجديدة خلال سنوات الثمانينات و التسعينات و حتى بداية الألفية الثالثة، أثناء الإحتفال بعيد الشغل، تشيد فيها عددا من المنصات قبالة مسرح عفيفي، مع تنظيم محكم لمسيرات موحدة تضم جميع النقابات التي تجوب الشوارع و يشارك فيهل جميع المناضلين و المناضلات، ثم العودة إلى نقطة الانطلاق أمام المسرح، و كان كل الجديديين نساء و رجالا، كبيرا و صغارا، يخرجون للإحتفال بهذا اليوم الكبير مع ترديد شعارات تخلد لهذا اليوم….
باستثناء بعض النقابات التي حافظت على حضورها، فقد كانت بعض النقابات بعيدة عن الحضور كما كان في السنوات السابقة، و ظل مقرها مغلقا تعش فيه العنكبوت و حشرات أخرى، كما وهو الحال بالنسبة للإتحاد العام للشغالين بالمغرب، و التي طالب مناضلوها تكررا و مرارا بفتح المقر بمدينة الجديدة أمامهم، إذ أن احتفال بعيد الشغل بهذه المدينة لم يعد له وجود…
كما شهدت منصة الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل (كدش) حضورا للعديد من القطاعات العمالية، و تعتبر هذه النقابة العتيدة قوة كبيرة داخل التنظيم النقابي باقليم الجديدة، بفضل مجهود كبير للكاتب الإقليمي و البرلماني لحسن نزيهي، الذي يعمل في صمت و كان تنظيمه لقافلة فاتح ماي جد محكم و حضره جل القطاعات، إلا قطاع التعليم الذي تبقى علامة استفهام حوله و حول الجهات التي تمنع مشاركة هذا القطاع في احتفالات عيد الشغل خلال السنوات الأخيرة؟؟؟
نفس الشيء شهدته مسيرة الإتحاد المغربي للشغل umt، مع تنظيم مسيرة انطلقت من مقرها، و كانت مسيرة عادية و منتظمة رغم قلة عدد المشاركين فيها، و تقودها عربات و سيارات الأجرة، و تواجد قطاعات عمالية التي مازالت تنتظر الإنصاف من الحكومة، كعمال النظافة و موظفين في بعض الإدارات و العاملين في القطاع شبه العمومي و الخاص….
فيما فضلت نقابات أخرى الالتحاق بالتنسيق الجهوي أو المركزي للمشاركة في احتفالات عيد الشغل، تاركة الساحة العمالية بمدينة الجديدة فارغة من أي احتفال؟؟؟؟
جدير بالذكر، أن هذه السنة شهدت اتفاقات اجتماعية بين الحكومة والنقابات تتضمن زيادات عامة في الأجور للموظفي الإدارات العمومية و الجماعات الترابية، ورفع الحد الأدنى للأجور للقطاع الخاص، وهو ما أضاف بعض الجوانب الإيجابية للاحتفال بهذا العيد العمالي.