نزوح جماعي لمهاجرين ومتشرّدين يثير قلق ساكنة البروج ويعيد الجدل حول مقاربة الترحيل

نزوح جماعي لمهاجرين ومتشرّدين يثير قلق ساكنة البروج ويعيد الجدل حول مقاربة الترحيل

عرفت مدينة البروج ليلة أمس الثلاثاء 9 شتنبر 2025 عملية نزوح جماعي للعشرات من المهاجرين الأفارقة المنحدرين من دول جنوب الصحراء، إضافة إلى عدد من المتشردين والمختلين عقلياً، حيث جرى إنزالهم بالمدخل الجنوبي للمدينة من جهة الجماعة الترابية أولاد عامر.

وعلمت “مجلة 24” أن هؤلاء الوافدين الجدد على المدينة، كانوا على متن حافلتين قادمتين في اتجاه مدينة قلعة السراغنة، غير أنه تم إنزالهم ليلاً بالنفوذ الترابي لجماعة أولاد عامر التابعة لقيادة القراقرة أولاد عامر بدائرة البروج.

المشهد الذي وثقته عدسات عدد من المواطنين أثار الكثير من الاستغراب والتساؤلات، خاصة وأن عملية الإنزال تمت في وقت متأخر من الليل، ما دفع ساكنة المنطقة للتعبير عن مخاوفها من التداعيات الأمنية والاجتماعية لمثل هذه الخطوات، في ظل غياب أي بنية مهيأة لاستقبال هذه الفئة.

وفق معطيات محلية، فإن هذه الخطوة تندرج ضمن عمليات ترحيل متكررة تقوم بها بعض السلطات للتخفيف من الضغط على المدن الكبرى التي تعرف توافداً متزايداً للمهاجرين والمتشردين، غير أن مدناً صغيرة مثل البروج تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع واقع يفوق طاقتها الاستيعابية.

عدد من ساكنة البروج عبّروا عن قلقهم من التأثيرات السلبية المحتملة لهذه العملية على الأمن المحلي والسكينة العامة، داعين السلطات إلى وضع مقاربة شمولية توازن بين البعد الإنساني للمهاجرين والمتشردين من جهة، وحماية الساكنة وضمان الطمأنينة العامة من جهة أخرى.

هذه الحادثة تفتح مجدداً النقاش حول طريقة تدبير ملف المهاجرين والمتشردين في المغرب، حيث يرى متابعون أن الحلول الظرفية القائمة على الترحيل والإنزال العشوائي لا يمكن أن تعالج جذور المشكل، بل قد تزيد من تعقيد الوضع. كما شددوا على ضرورة اعتماد سياسات إدماج واضحة، وتوفير برامج للرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية.

إن عملية نزوح المهاجرين والمتشردين إلى البروج ليلة 9 شتنبر تبرز الحاجة الملحة إلى تدخل عاجل ومقاربة شمولية تراعي حقوق الإنسان من جهة، وتستجيب لمتطلبات الأمن والعيش الكريم لساكنة المدن الصغيرة من جهة أخرى، بما يضمن التوازن بين مختلف الأطراف ويحول دون تكرار مثل هذه المشاهد التي تثير القلق والجدل.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *