مياومو شركة”كانبان” المرتبطة ب SRM سطات.. عقود ملغومة و حقوق مهضومة !

كشفت مصادر موثوقة لـ”مجلة 24″ أن عدداً من العمال المياومين بشركة المناولة “كانبان” التابعة لشركة متعددة الخدمات SRM بسطات، يعيشون على وقع ضغط متزايد من أجل إجبارهم على توقيع وثائق تتعلق بـ”تسوية الحساب السنوي “. غير أن مضمون هذه الوثائق – حسب نسخة توصلت بها الجريدة – يثير الكثير من الجدل، إذ يتضمن إقراراً من العمال بأنهم توصلوا بكافة مستحقاتهم منذ تأسيس الشركة، وأنهم لا يطالبون بأي حقوق إضافية.
هذا الإجراء، الذي وصفه العمال بالضغط والتهديد غير المباشر، يشكل ـ في نظر متتبعين ـ ضرباً صارخاً لمقتضيات مدونة الشغل، وهضماً لحقوق فئة ضحت لسنوات طويلة في ظروف مهنية صعبة، بل وخطيرة.
العمال المياومون المعنيون قضوا ما يزيد عن 24 سنة من العمل المتواصل بتعاقب مجموعة من شركات المناولة، بل إن بعضهم تجاوز 30 سنة من الخدمة في مجال تطهير قنوات الصرف الصحي، وهي مهنة محفوفة بالمخاطر خصوصاً في فصل الشتاء أو أثناء التدخلات داخل المنازل لإصلاح الأعطاب. ومع ذلك، لم يتم إدماجهم أو ترسيمهم من قبل الشركة الجهوية المتعددة الخدمات رغم سنوات التجربة الطويلة وتضحياتهم اليومية.
ويتقاضى هؤلاء العمال أجوراً لا تتجاوز 3000 درهم شهرياً في أحسن الأحوال، وهو مبلغ لا يتناسب مع طبيعة المهام الشاقة التي يقومون بها ولا مع المخاطر الصحية التي يتعرضون لها باستمرار.
هذا الوضع يطرح أكثر من سؤال حول مسؤولية الشركة المشغلة من جهة، وأدوار السلطات الإقليمية من جهة أخرى، خصوصاً أن الوثائق التي يُرغم العمال على توقيعها قد تُستعمل مستقبلاً للتنصل من أي التزامات قانونية تجاههم.
ويبقى السؤال المطروح بإلحاح: هل سيتدخل عامل إقليم سطات من أجل إنصاف هذه الفئة وضمان حقوقها المشروعة في الإدماج والحماية الاجتماعية؟ أم أن هذه الشريحة ستظل رهينة “العقود الوهمية” وسياسة الهشاشة المهنية التي تطارد العمال البسطاء؟