لوحات إسمنتية على جنبات الطريق بين سطات وبولعوان.. مشروع للسلامة يتحول إلى خطر قاتل

لوحات إسمنتية على جنبات الطريق بين سطات وبولعوان.. مشروع للسلامة يتحول إلى خطر قاتل

 

في مشهد يثير الكثير من علامات الاستفهام، تحولت صفقة عمومية بجهة الدار البيضاء-سطات، تتعلق بترقيم الطريق الوطنية بين سطات وبولعوان، إلى مصدر تهديد مباشر لحياة المواطنين. الشركة نالت الصفقة بهدف وضع لوحات تحديد أرقام الطريق والمسافات بالكيلومترات، غير أن طريقة التنفيذ أثارت موجة انتقادات واسعة.

اللوحات الإسمنتية، التي صُممت بمواد مقاومة للصدمات، وُضعت بشكل ملاصق تقريباً لحافة الطريق، لتتحول إلى “حواجز قاتلة” يمكن أن تتسبب في حوادث سير مميتة، عوض أن تقوم بدورها الإرشادي. مشهد غريب يطرح سؤالاً عريضاً: أين كانت أعين المراقبة التقنية عند تسلم الأشغال؟

في اتصال هاتفي مع مجلة 24، أقر مسؤول بالمديرية الإقليمية للتجهيز والنقل بسطات بوجود خلل في وضعية اللوحات، مؤكداً أن المديرية ستتدارك الأمر خلال الأسبوع المقبل عبر إزالة هذه الكتل الإسمنتية وإعادة تثبيتها وفق المعايير القانونية.

غير أن هذا الاعتراف المتأخر لا يعفي، بحسب متتبعين، من المسؤولية الإدارية والتقنية، إذ لا يُعقل أن تمر مثل هذه التفاصيل الخطيرة دون تدقيق أو تتبع، خاصة وأن الحديث يتعلق بسلامة مستعملي الطريق الوطنية بين سطات وبولعوان، التي تعرف حركية مكثفة وحوادث سير متكررة.

الصفقة التي كان يفترض أن تعزز شروط السلامة، تحولت إلى نموذج جديد عن غياب الحكامة في تدبير الصفقات العمومية، وعن ضعف التنسيق بين الشركة المنفذة والمصالح الوصية. وهو ما يجعل المطالبة بتفعيل مبدأ المحاسبة والشفافية ضرورة ملحة، حتى لا تظل أرواح المواطنين مجرد أرقام على لوحات إسمنتية جامدة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *