زيت الزيتون المغربي: وفرة في الإنتاج وغلاء في الأسواق

في أسواق المغرب الشعبية، يقف المواطن حائراً أمام قنينات زيت الزيتون. فبينما يتحدث المنتجون عن موسم استثنائي ومخزون وفير، ما زالت الأسعار تثقل كاهل الأسر التي تنتظر انخفاضاً ملموساً يعيد الزيت إلى مكانته كعنصر يومي على الموائد.
ورغم أن التقارير الدولية، ومنها ما نشرته Olive Oil Times، تبشر بطفرة غير مسبوقة بفضل الأمطار الأخيرة واستثمارات المعاصر الحديثة، إلا أن المستهلك المغربي لا يلمس انعكاس هذه المؤشرات على جيبه. فبعد أن تجاوز سعر اللتر العام الماضي 120 درهماً، يتحدث الفاعلون اليوم عن تراجع يتراوح بين 40 و52 درهماً. لكن في الأسواق الحضرية، يظل الغلاء قائماً كظل ثقيل يرهق ميزانيات الأسر بعد مصاريف الصيف والدخول المدرسي.
المفارقة تكمن في أن أعين المنتجين والمصدرين تتجه نحو الخارج، حيث تبدو السوق الأمريكية أكثر جاذبية بفضل الامتيازات الجمركية التي يتمتع بها الزيت المغربي مقارنة بمنافسيه الأوروبيين والتونسيين. وهكذا، بينما يسابق الفلاحون وشركات كبرى مثل “نور فاس” الزمن لعقد صفقات تصدير مربحة، يبقى المواطن المغربي آخر المستفيدين من موسم يفترض أن يكون في صالحه.
رئيس الفيدرالية المغربية للزيتون، حاول تهدئة المخاوف بتأكيده أن الأسعار لن تتجاوز 52 درهماً للتر، إذا استمرت الظروف المناخية مواتية. غير أن خبراء يرون أن مشاكل البنيات التحتية وضعف بعض المعاصر التقليدية قد تعرقل وصول الإنتاج الوفير إلى الأسواق المحلية بالانسيابية المطلوبة.