دوار أولاد سي مسعود… عزلة رقمية تكشف عجز شركات الاتصالات وغياب إرادة الدولة

دوار أولاد سي مسعود… عزلة رقمية تكشف عجز شركات الاتصالات وغياب إرادة الدولة

رغم أن المغرب يرفع شعار الرقمنة ويستعد لاحتضان تظاهرات كبرى من حجم كأس العالم، لا تزال دواوير جماعة دار الشافعي بإقليم سطات، وعلى رأسها دوار أولاد سي مسعود، غارقة في عزلة رقمية خانقة بسبب الانقطاع المزمن لشبكة الاتصالات والإنترنت.

فلا “اتصالات المغرب” ولا “إنوي” ولا “أورونج” استطاعت أن توفر تغطية مستقرة، لتترك الساكنة في مواجهة واقع مر، حيث أضحى الاتصال بالعالم الخارجي شبه مستحيل، والولوج إلى الإنترنت مجرد حلم مؤجل. وضعٌ يضرب في العمق حق أبناء المنطقة في التعليم والتعلم، ويحرمهم من أبسط أدوات العصر الرقمي.

الساكنة، التي أطلقت نداءات متكررة، لم تجد سوى صمت الجهات الوصية، وكأن العالم الافتراضي ليس حقا دستوريا بل امتيازا ممنوحا للبعض دون الآخر. والمفارقة المضحكة المبكية أن بلدًا يروج لصورة القوة الصاعدة في مجال التكنولوجيا، لا يستطيع أن يوفر شبكة “4G” لدوار لا يبعد إلا كيلومترات عن مراكز حضرية.

هذا الخلل لم يعد مجرد مسألة تقنية، بل أصبح عنوانا لسياسة التهميش الممنهج التي تدفع سكان القرى ثمنها غاليا: عزلة اجتماعية، إقصاء تنموي، وضياع فرص لأجيال بأكملها. في زمن صار فيه الإنترنت شريان الحياة، ترك مواطنين خارج التغطية هو وجه آخر من وجوه “الأبارتايد الترابي” الذي يميز بين المغاربة على أساس الموقع الجغرافي.

ويبقى السؤال: إلى متى سيظل أبناء أولاد سي مسعود خارج الخدمة، وإلى متى ستظل شركات الاتصالات تحصد الأرباح دون أن تتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنين يدفعون الضرائب ويفترض أنهم متساوون في الحقوق؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *