خميس متوح ضواحي الجديدة… حيث البناء العشوائي يرقص فوق القانون
في مركز خميس متوح، لا تحتاج إلى عدسة مكبرة لتكتشف حجم الفوضى العمرانية؛ فالمشهد صار أوضح من أن يُخفى… جدران إسمنتية تنبت كالفطر، وأحياء جديدة تنسج خيوطها خارج أي تصميم تهيئة، وكأننا أمام “ورشة مفتوحة” لشعار المرحلة ابن حيث تشاء… القانون في عطلة!
أما دوار الطلوحة، فقد أصبح نموذجًا حيًّا لـ”الفوضى الخلاقة”، حيث البناء العشوائي يتكاثر كجراد لا يرحم، بينما عون السلطة وشيخ القبيلة يراقبان من بعيد… أو ربما من قريب جدا، لدرجة أن الشبهات لم تعد تهمس بها الألسن، بل تصرخ بها الجدران ذاتها.
دوريات وزير الداخلية التي تؤكد على ضرورة محاصرة هذه الظاهرة، يبدو أنها ضاعت في الطريق قبل أن تصل إلى المركز. أما على الأرض، فالتعليمات الصارمة تتحول إلى حبر باهت في دفاتر المراسلات، فيما الاسمنت والرمل يواصلان زحفه بلا رقيب.
فعاليات جمعوية رفعت الصوت عاليًا، مطالبةً عامل إقليم الجديدة بإرسال لجنة مختلطة لـ”تشريح” هذه الحالة المستعصية، بعدما حصلت مجلة 24 على صور حصرية تفضح الوضع.
ويبقى السؤال الذي يلوح كسيف فوق الرؤوس: هل قائد قيادة خميس متوح فقد بصره فجأة أمام هذه المخالفات؟ أم أن مقدم المركز اكتشف وصفة سحرية تجعله أقوى من القانون؟
في الانتظار، يستمر الإسمنت في مدّ جذوره… وتستمر السلطة في مدّ صمتها.
