جماعة الحوازة: طريق حديث الإصلاح يتحول إلى كارثة… فمن المسؤول؟

في مشهد يعكس اختلالات تدبيرية مقلقة، عاد المسلك الطرقي الرابط بين ضريح سيدي بركة مرورًا بدواوير ليسوفة وصولًا إلى دوار أولاد معمر، إلى واجهة النقاش المحلي، بعد أن تحولت وضعيته من طريق مصلح حديثًا إلى حالة كارثية تطرح أكثر من علامة استفهام حول النجاعة، والشفافية، وجودة الأشغال المنجزة.
الطريق المتفرعة عن الطريق الوطنية رقم 9 (طريق مراكش)، والتي خُصصت لها اعتمادات مالية مهمة من ميزانية جماعة الحوازة، خضعت قبل شهور قليلة لعملية “إصلاح” أثارت حينها آمال الساكنة بتحسين الولوج، وتقريب الخدمات، وتيسير حركة التنقل. غير أن الواقع اليوم يؤكد عكس ذلك: تشققات، حفر، انجرافات وتدهور مستمر لمقاطع متعددة، في مشهد يعيد إلى الأذهان إشكالية غياب المراقبة وتتبع الجودة.
الساكنة المحلية، التي عبّرت عن سخطها من الوضع، تتساءل اليوم عن مصير تلك الاعتمادات المالية، وعن الجهات التي أشرفت على إنجاز المشروع، ومدى احترام دفتر التحملات في إنجاز الأشغال. فكيف لطريق لم تمر على “إصلاحها” سوى شهور معدودة أن تعود إلى وضعية أسوأ مما كانت عليه؟
غياب علامات التشوير، ضعف جودة التزفيت، وارتجالية الأشغال في بعض المقاطع، كلها مؤشرات تُظهر أن ما تم لم يكن إلا “ترقيعًا” مؤقتًا لم يصمد أمام تغيرات الطقس ولا أمام الاستعمال العادي للطريق من طرف المواطنين.
ويتساءل عدد من المتتبعين المحليين عن دور جماعة الحوازة في تتبع هذا المشروع، ومحاسبة المقاولة أو الجهة المنجزة في حالة ثبوت تقصير أو إخلال ببنود التعاقد. كما يطالبون بفتح تحقيق إداري وتقني لتحديد المسؤوليات، خاصة أن المال العام لا يمكن أن يُهدر بهذه السهولة دون مساءلة أو محاسبة.
في ظل هذه التطورات، تبقى أعين الساكنة مشدودة إلى مدى تجاوب الجهات المختصة مع هذه الفضيحة الطرقية، وهل سيتحرك المجلس الجماعي لتحمل مسؤوليته الكاملة، أم أن الطريق ستُترك لمصيرها كما تُركت طرق أخرى قبلها، في مسلسل من العبث التنموي الذي لا ينتهي؟