ثغرة خطيرة في WinRAR تضع ملايين المستخدمين في مرمى الهجمات الإلكترونية: تحذير رسمي من المديرية العامة لأمن نظم المعلومات

ثغرة خطيرة في WinRAR تضع ملايين المستخدمين في مرمى الهجمات الإلكترونية: تحذير رسمي من المديرية العامة لأمن نظم المعلومات
سعيد حفيظي:

أطلقت المديرية العامة لأمن نظم المعلومات تحذيرًا رسميًا يحمل طابعًا استعجاليًا بشأن ثغرة أمنية بالغة الخطورة تم اكتشافها في برنامج WinRAR، أحد أكثر البرامج استخدامًا على مستوى العالم لضغط الملفات وفكّها. وجاء هذا التحذير ضمن تنسيق وثيق مع مبادرة Zero Day Initiative المتخصصة في رصد الثغرات واستباق الهجمات الإلكترونية.
الثغرة، التي حُدّدت تحت المعرّف CVE-2025-6218، تم تصنيفها ضمن خانة “التهديدات عالية الخطورة”، نظرًا لقدرتها على تمكين المهاجمين من تنفيذ تعليمات برمجية خبيثة عن بُعد، وذلك بمجرد قيام المستخدم بفتح ملف مضغوط خبيث معدّ بعناية، دون الحاجة إلى أي تفاعل إضافي. وهذا يعني أن ملايين الأجهزة عبر العالم، سواء الشخصية أو المؤسسية، أصبحت عرضة لاختراق كامل لمجرد التعامل مع ملف يبدو في ظاهره آمنًا.
خلل تقني بسيط، نتائج كارثية
بحسب التحليلات التقنية، فإن الخلل يوجد في آلية معالجة WinRAR لبعض أنواع الأرشيفات. هذه الثغرة تُتيح للمهاجمين فرصة استغلال الذاكرة النشطة للتطبيق، وتنفيذ أكواد ضارة قد تفتح لهم بابًا خلفيًا إلى الجهاز، وتمنحهم صلاحيات كاملة عليه.

وبما أن WinRAR يُعد من البرامج الأساسية المثبتة افتراضيًا على معظم الحواسيب، ويُستخدم يوميًا لفك ضغط آلاف الملفات، فإن نطاق التأثير واسع جدًا، ويشمل المؤسسات العمومية، البنوك، الشركات الخاصة، والجامعات، بل وحتى الأفراد الذين لا يُدركون حجم الخطر الكامن خلف ملف مضغوط بسيط.
تحذير رسمي وتوصيات عاجلة
وفي مواجهة هذا التهديد، دعت المديرية العامة لأمن نظم المعلومات جميع مستعملي برنامج WinRAR إلى اتخاذ الإجراءات التالية بشكل فوري:
• تحديث البرنامج إلى الإصدار 7.12 Beta 1 أو إصدار أحدث، عبر الموقع الرسمي للشركة المطوّرة .
• الامتناع عن فتح الملفات المضغوطة مجهولة المصدر أو المشكوك فيها، خصوصًا تلك الواردة عبر البريد الإلكتروني أو روابط التحميل العشوائية.
• تفعيل برامج الحماية المسبقة ومضادات الفيروسات، والتأكد من تحديث قواعد بياناتها.
• اعتماد أنظمة كشف التسلل (IDS) بالنسبة للمؤسسات، لتعزيز مستوى المراقبة والاستجابة.
الأمن السيبراني في مواجهة تحديات متزايدة
تأتي هذه الثغرة في سياق تصاعد التهديدات الرقمية عالميًا، وسط تحذيرات من مؤسسات أمنية دولية من موجة هجمات تستهدف برمجيات شعبية يعتمد عليها المستخدمون بشكل يومي. ويثير هذا الواقع تساؤلات حقيقية حول جاهزية الأفراد والمؤسسات في المغرب للتفاعل مع مثل هذه التهديدات، ومدى انتشار ثقافة الأمن المعلوماتي في الحياة اليومية والمهنية.

وإذا كانت سرعة استجابة الجهات المختصة في الكشف عن الثغرة ونشر التحذير تدل على يقظة مؤسساتية محمودة، فإن التحدي الأكبر يظل في مدى وعي المستخدم المغربي بخطورة هذه الثغرات، واستعداده لاتخاذ التدابير الوقائية دون تهاون أو تأجيل.
ملف مضغوط قد يضغط على الأمن الوطني
تُظهر هذه الواقعة أن التهديدات السيبرانية لا تأتي دائمًا من “فيروسات” معقدة أو أدوات اختراق متقدمة، بل قد تكمن في تفاصيل صغيرة جدًا، كفتح ملف ZIP من مصدر مجهول. ولعل هذه الثغرة هي دعوة صريحة لإعادة التفكير في عاداتنا الرقمية، والانتقال من منطق الاستهلاك التكنولوجي إلى منطق الحذر السيبراني والوعي الأمني.
وفي انتظار أن يتم سدّ الثغرة بالكامل، وتقديم حلول أكثر استقرارًا من طرف مطوري البرنامج، يبقى على المستخدمين التحرك بسرعة لحماية أجهزتهم وبياناتهم، لأن الهجمات لا تنتظر.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *