تيغسالين… إهانة رجال الدرك و قضايا مختلفة تسقط مبتز فايسبوكي في أيدي العدالة

لم يكن المشهد الذي عاشه مركز الدرك الملكي بتيغسالين، ضواحي خنيفرة، سوى فصل جديد من مسلسل عبثي حاول بعض الأطراف إخراجه بتقنيات رخيصة. سيدة مسنة تسقط نفسها مغمى عليها داخل المركز في لقطة مثيرة للجدل، ثم ترفض بشكل غريب الانتقال إلى المستشفى رغم حضور عناصر الوقاية المدنية بسرعة قياسية.
ما بدا في البداية حالة صحية طارئة، سرعان ما تحول إلى تمثيلية مكشوفة الهدف منها إلصاق التهمة برجال الدرك الملكي، وجرهم إلى مواجهة مفتعلة تحت يافطة “عدم تقديم المساعدة لشخص في خطر”.
لكن ما لم يكن في الحسبان هو أن الخطة سرعان ما انقلبت على أصحابها. الابن، المعروف بارتباط اسمه بقضايا التشهير والابتزاز، اقتحم المركز في لحظة هيستيرية، وراح يوزع التهديدات والاتهامات يمنة ويسرة. لم يكتف بذلك، بل نقل معركته إلى الفضاء الأزرق، حيث تعود على إطلاق سهام السب والشتم في حق رجال الدرك بآيت إسحاق، قبل أن يوسع دائرة استهدافه لتشمل نساء ورجال التعليم والنقابيين الذين يحملون على عاتقهم هم الدفاع عن حقوق الأسرة التربوية.
هذه التحركات لم تكن سوى محاولة يائسة لتكرار سيناريو قديم. فالرجل نفسه سبق أن ارتبط اسمه بفضائح هزت الرأي العام، حين استغل صورا التقطت لقضاة بخنيفرة رفقة شقيقته في أوضاع مشبوهة للابتزاز وتحقيق مكاسب مشينة.كما أنه متابع بقضايا كثيرة من قبل المحاكم ، تتراوح بين الاتجار في المخدرات، والفساد، والاختطاف والاغتصاب، وإهانة موظفين عموميين، والتشهير، والنصب، فضلا عن إصدار شيكات بدون رصيد.
واليوم يجد نفسه من جديد في قلب زوبعة قانونية، بعدما أمرت النيابة العامة باعتقاله ووضعه رهن تدابير الحراسة النظرية، في انتظار مواجهة لائحة ثقيلة من التهم: إهانة هيئة منظمة قانونا وإهانة موظفين عموميين أثناء قيامهم بمهامهم، وإهانة موظف عمومي اثناء وبسبب قيامه بمهامه، و أيضا بث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة قصد المس بالحياة الخاصة والتشهير بهم…
إنها رسالة واضحة من مؤسسات الدولة: لا حصانة لمن اختار مواجهة القانون بالبلطجة الرقمية والابتزاز الممنهج. فالقضاء يقف بالمرصاد لكل من يتوهم أن الفضاء الافتراضي قد يحميه من المساءلة، أو أن افتعال الضجيج قادر على حجب الحقيقة.
المغرب يظل، كما أكدته هذه الواقعة، دولة قانون ومؤسسات، لا مكان فيها لمن يهوى الإساءة للشرفاء أو يتخذ من الفوضى وسيلة للابتزاز.