تكريم الإعلامي إدريس عزيم: لحظة وفاء لرجل نذر عمره لقلم الحقيقة

في لحظة مؤثرة اختلطت فيها مشاعر الاعتزاز بالوفاء، شهدت ساحة أزلو التاريخية بقلعة زيان، مساء يوم أمس، تكريمًا استثنائيًا لأحد أعمدة الإعلام بإقليم خنيفرة والجهة، بل وعلى الصعيد الوطني، ويتعلق الأمر بالأستاذ إدريس عزيم، قيدوم الصحافة باللغة الفرنسية، في مبادرة نبيلة من مؤسسة روح أجدير الأطلس خنيفرة، وبحضور شخصيات وازنة، يتقدمهم السيد عامل إقليم خنيفرة.
وجاء هذا التكريم تقديرًا لمسيرة استثنائية تجاوزت الخمسين سنة من العطاء الصحفي والإعلامي، بصوت هادئ لكنه نافذ، وبقلم ملتزم لكنه حر، استطاع الأستاذ إدريس عزيم أن يوثق لحقب مهمة من تاريخ المنطقة والوطن، عبر كتاباته الرصينة في أبرز الجرائد الورقية المغربية الناطقة بالفرنسية، ما جعله مرجعًا إعلاميًا في تغطية الأحداث وتوثيق الوقائع، بعمق التحليل وصدق المعلومة.
عرف عن سي إدريس عزيم دفاعه عن القضايا المحلية ومواكبته للتحولات السياسية والاجتماعية والثقافية التي شهدها إقليم خنيفرة منذ عقود، حيث كان شاهدا وموثقا لأحداث ووقائع خلدتها أرشيفاته، وساهمت في حفظ ذاكرة منطقة شكلت تاريخيًا معبرًا للملوك والسلاطين بين فاس ومراكش، وموطنًا لملاحم وبطولات بصمت تاريخ المغرب الحديث.
وفي كلمته خلال الحفل، عبر السيد العامل عن عميق الامتنان باسم ساكنة الإقليم لهذا الرجل الذي “لم يكن يومًا مجرد صحفي، بل مؤرخًا بالقلم، وصوتًا للمنطقة حينما كان الصوت نادرًا”، مؤكدًا أن “تكريم قيدوم الإعلام اليوم هو في جوهره تكريم لقيم الالتزام والنزاهة المهنية”.
كما أجمعت باقي الشهادات التي قُدمت خلال الحفل على القيمة الرمزية والمهنية للأستاذ عزيم، الذي ظل لسنوات طويلة عنوانًا للمصداقية والعمق، ومثالًا في التواضع والوفاء لقضايا منطقته ووطنه.
وفي لحظة مؤثرة، تسلم المحتفى به درع التكريم وسط تصفيقات الحضور، وعلامات الامتنان بادية على محياه، في مشهد أعاد الاعتبار لقيمة الإعلام الجاد، ولرجالات الصحافة الذين ظلوا خلف الأضواء، لكنهم أناروا دروب الوعي والفكر في مجتمعاتهم.
ختامًا، يبقى تكريم الأستاذ إدريس عزيم محطة مضيئة في سجل الوفاء والاعتراف برجالات الوطن، ولفتة إنسانية راقية تعكس روح خنيفرة الأصيلة التي لا تنسى أبناءها.