الفنيدق و سبتة.. ليلة سوداء و200 محاولة عبور تنتهي بجثة جديدة ترفع حصيلة الموتى إلى 19 هذا العام

لم تكن ليلة الأربعاء إلى الخميس عادية على طول الشريط الحدودي البحري بين الفنيدق وسبتة. الضباب الكثيف، الموج المتلاطم، وصوت الصافرات… هكذا بدأت فصول ليلة من الجحيم، شهدت خلالها المنطقة 200 محاولة تسلل سباحة في أقل من 24 ساعة، انتهت بانتشال جثة جديدة من مياه “فونتي كابايو”.
الجثة، التي عثر عليها غواصو الحرس المدني الإسباني، نُقلت إلى قاعدة البحرية، حيث بدأت إجراءات تحديد الهوية. لا وثائق ولا مؤشرات… مجرد جسد بلا اسم، يضاف إلى قائمة الضحايا التي يطول عددها عامًا بعد عام.
بينما تمكنت البحرية الملكية المغربية والحرس المدني الإسباني من إنقاذ عشرات المهاجرين، فشل آخرون في الصمود أمام تيارات البحر القوية.
ومنذ مطلع 2025، ابتلع البحر 19 روحًا على الأقل في هذه المنطقة، كثير منهم مجهولو الهوية، يدفنون في مقابر تحمل أرقامًا بدل الأسماء.
ضغط غير مسبوق على سبتة
المدينة تعيش على وقع أزمة إنسانية خانقة
500 قاصر مغربي في مراكز الإيواء
800 مهاجر في مركز الاستقبال المؤقت (CETI) وسط اكتظاظ حاد.
هل الجثة التي انتشلت اليوم تعود لشاب فُقد قبل أيام؟ أم أنها ضحية جديدة لمحاولة عبور جماعي؟
التحقيقات وتحاليل الـDNA قد تحمل الإجابة، لكن ذلك لن يغير شيئًا من حقيقة أن البحر صار مقبرة مفتوحة.
ما يجري على حدود سبتة لم يعد حلمًا أوروبياً مغريًا، بل لعبة حظ قاتلة، حيث يكون البحر الحكم، والموت هو النهاية الأكثر تكرارًا.