الدار البيضاء.. وضع غير مسبوق من الفوضى والعشوائية بسوق التمور بدرب ميلا

الدار البيضاء : مجلة 24
يعيش حي درب ميلا وسط الدار البيضاء، الذي يعد أحد أقدم الأحياء التجارية بالمغرب وأشهرها بتجارة التمور، وضعًا غير مسبوق من الفوضى والعشوائية بسبب الاستغلال المفرط للملك العمومي من طرف الباعة والتجار.
منذ الوهلة الأولى، يكتشف الزائر أن التنقل في أزقة الحي بات مهمة شبه مستحيلة؛ فالأرصفة محتلة بالكامل بالسلع والكراتين، فيما تضيق الطرقات تحت ضغط العربات اليدوية والطاولات الممتدة أمام المحلات، ما يدفع الراجلين إلى السير وسط الشارع جنبا إلى جنب مع السيارات والدراجات النارية. النتيجة اختناقات مرورية يومية وفوضى لا تنتهي.
السكان المحليون لم يعودوا يخفون غضبهممن الوضع. السيدة أمينة ربة بيت، تقول بصوت متحسر:
“نعيش يوميًا حصارًا حقيقيًا. حتى الدخول إلى منازلنا صار صعبًا، خصوصًا بالنسبة لكبار السن والمرضى”، فيما يعتبر سعيد أحد السكان الشباب، أن الأمر تعدى حدود الازدحام إلى تهديد للصحة، مضيفا ” تراكم النفايات وبقايا التمور في الأزقة يجلب الحشرات والروائح الكريهة. أصبحنا نغلق النوافذ حتى في الصيف تجنبًا لتسرب الروائح”.
ورغم الشكايات العديدة الموجهة إلى السلطات الترابية، يؤكد السكان أن الوضع ما زال على حاله. محمد.س، أحد المتضررين، يعلق قائلاً: “توجهنا أكثر من مرة بشكايات، لكن لا حياة لمن تنادي. الصمت المستمر يعكس نوعًا من التغاضي غير المفهوم”.بين فوضى العربات وتراكم النفايات والازدحام الخانق، يعيش درب ميلا مفارقة واضحة، سوق تاريخي بتجارة مزدهرة، لكنه يختنق تحت ثقل العشوائية وغياب التنظيم، في انتظار تدخل عاجل يعيد لهذا الفضاء مكانته التي يستحقها.