الجديدة…من ملامح دخول مدرسي بطابع الاكتظاظ والارتباك والارتجالية

يشهد الشأن التربوي بإقليم الجديدة موجة من الاحتقان بسبب ما يصفه متتبعون بـ”العشوائية والارتجالية” في تدبير الدخول المدرسي، وهو ما ينعكس سلبا على التلاميذ والأطر التعليمية و والأسر على حد سواء.
ففي حالة تثير الاستغراب جرى توجيه تلاميذ مدرسة ابن بطوطة الابتدائية التابعة للجماعة الترابية مولاي عبد الله إلى الثانوية الإعدادية محمد الحنصالي المتواجدة بالمجال الحضري لمدينة الجديدة و المنخرطة في مشروع الريادة، بدل توجيههم إلى الثانوية الإعدادية مولاي رشيد بدوار أولاد سعد بذات الجماعة القروية والقريبة من مدرسة ابن بطوطة، ما أدى إلى اكتظاظ غير مسبوق بأقسام داخل إعدادية الحنصالي، حيث تجاوز عدد التلاميذ في بعض الفصول 47 إلى 50 تلميذا، مما صعب إدماج التلاميذ الوافدين من خارج الإقليم.
وفي المقابل، أصبح وضع الثانوية الإعدادية مولاي رشيد شبه فارغ، بعد تحويل تلاميذ ابن بطوطة إلى الحنصالي، وأدى إلى انخفاض نسبي في عدد التلاميذ بها، وهو ما يعكس خللا في التوزيع الجغرافي للتلاميذ داخل الإقليم.
الوضع نفسه تعاني منه الثانوية الإعدادية النجد، التي لم تُقسم إلى شطرين كما كان مقترحا (إعدادي وثانوي)، ما زاد من الضغط على الأقسام الحالية، وجعل الأطر التربوية تواجه صعوبات يومية لإدارة اكتظاظ يفوق الطاقة الاستيعابية للمؤسسة.
ويشير متتبعون إلى أن تأخر بناء ثانويات جديدة في أحياء حيوية مثل حي السعادة، حي المطار، حي السلام، والحي الصناعي يقابله توسع ملحوظ للمدارس الخاصة، مما يزيد العبء المالي والاجتماعي على الأسر الراغبة في تعليم أبنائها ضمن التعليم العمومي.
ويحمل متتبعي الشأن التربوي هذا المشكل إلى المديرية الإقليمية بالجديدة و هي المسؤولية عن هذا الوضع التعليمي المتردي، معتبرين أن غياب رؤية واضحة واستراتيجية ناجعة لتوسيع العرض العمومي هو السبب الرئيسي في الاكتظاظ المتفاقم، والهدر المدرسي المتزايد، والفوارق الاجتماعية بين التلاميذ.
ويطالب المتتبعون ومعهم ساكنة تلك الاحياء ذات الكثافة العالية بتدخل عاجل للوزارة الوصية والاكاديمية الجهوية ، عبر إطلاق مشاريع استعجالية لبناء مؤسسات جديدة، خاصة وأن التوسع العمراني لم يواكبه توسع في احداث المؤسسات التعليمية وخصوصا مؤسسات التعليم الثانوي الاعدادي والتاهيلي ، علما ان ثانوية النجد الوحيدة على الحدود الشرقية للمدينة تتحمل ضغطا هائلا وهي التي تم بناؤها منذ حوالي 10 سنوات خلت ، كما ترتفع الاصوات للمطالبة بإجراء فوري وعاجل بما يضمن تكافؤ الفرص ويعيد الثقة في التعليم العمومي بمدينة الجديدة ، ويضمن استغلال البقع المخصصة للتعليم ضمن تصميم التهيئة حتى لا ينتهي اجل التصميم وتضيع البقع كما حدث في حالات سابقة.