الجديدة…مديرية التعليم وحفل التميز بطابع غياب مبدأ الإنصاف

قررت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالجديدة، يوم الأربعاء 2 يوليوز الجاري، تنظيم حفل سنوي بمسرح عفيفي تكريما للتلاميذ المتفوقين خلال الموسم الدراسي 2024-2025.
الحفل، الذي أصبح تقليدا سنويا، يهدف إلى تشجيع ثقافة التفوق وترسيخ قيم الاجتهاد والتميز بين صفوف التلاميذ في مختلف الأسلاك التعليمية.
ورغم الإشادة الواسعة بهذه المبادرة التربوية المحمودة، إلا أن فعاليات من الأسرة التعليمية وبعض أولياء الأمور عبروا عن استيائهم من جوانب تنظيمية لهذا الحفل، معتبرين أنها مست بمبدأ تكافؤ الفرص الذي يفترض أن يشكل الركيزة الأساسية لأي مبادرة تربوية من هذا النوع.
ومن أبرز ما أثار الجدل هذه السنة، ما وصف بـ”التمييز الزمني” في تسليم نتائج المستوى السادس ابتدائي، حيث استفادت المؤسسات الخاصة من تسليم مبكر للنتائج صباح يوم الإثنين 30 يونيو المنصرم، في حين لم تتوصل بها مؤسسات التعليم العمومي إلا بعد الرابعة مساء من اليوم ذاته، ما حرمها من الوقت الكافي للتواصل مع المتفوقين والتحضير لمشاركتهم في الحفل.
وطرح هذا التأخر عدة تساؤلات حول أسباب هذا التفاوت الزمني، في ظل غياب أي توضيح رسمي من المديرية، مما أعاد إلى الواجهة النقاش حول العلاقة الإشكالية بين القطاعين العمومي والخصوصي، خاصة حين يتعلق الأمر بفرص متكافئة في التقدير والاحتفاء.
إضافة إلى ذلك، تساءل عدد من المتابعين عن سبب غياب نتائج السنة الثالثة إعدادي حتى موعد تنظيم الحفل، ما فتح الباب أمام التخمينات بشأن الطريقة التي تم بها اختيار المتفوقين. هل تم الاعتماد على معطيات أولية؟ أم تم تبليغ بعض التلاميذ بشكل غير رسمي؟ هذه التساؤلات، وإن لم تحظ بإجابات واضحة، تضع علامات استفهام على درجة الشفافية في تدبير المناسبة.
كما أن الاقتصار على تلاميذ الدورة العادية للسنة الثانية بكالوريا، وتجاهل المتفوقين في الدورة الاستدراكية، أثار بدوره ردود فعل غاضبة، معتبرة أن هذا الإقصاء ينطوي على انتقاص غير مبرر من مجهودات فئة واسعة من التلاميذ الذين تمكنوا من تحقيق التميز في ظروف مختلفة ولكنها لا تقل صعوبة.
في ظل هذه الإشكالات، دعت فعاليات تربوية إلى مراجعة منهجية تنظيم حفل التميز على مستوى المديرية الإقليمية للجديدة، لضمان الشفافية والمساواة بين التلاميذ كافة، بغض النظر عن انتمائهم المؤسسي أو توقيت تفوقهم الدراسي. وشددت هذه الفعاليات على ضرورة توحيد مواعيد إعلان النتائج وتمكين كل المؤسسات من الوقت الكافي للإعداد اللوجستي والإداري لمشاركة متعلميها.