التسول في المغرب : بين بواعث الفقر و الإغثناء

التسول في المغرب : بين بواعث الفقر و الإغثناء
مجلة 24:

أصبحت تغزو ظاهرة التسوّل شوارعَنا المغربية ، بهدف كسب الرزق، و دلك بمحاولة المتسوّل كسْبَ عطفِ الناس وكرمِهم، و يتخذ المتسولون عدة أساليبَ قصد استعطاف الناس منها: افتعال الإصابة بعاهات، أو إرسال الأطفال..، ونظراً لكثرة المتسوّلين فقد أصبحت ظاهرة وليست مجرّدَ حدثٍ عابر، فقد أضحت جنبات الطرق والأماكن العامّة تعج بهم . فقد يكون التسول بالإضافة إلى ما سبق، بواسطة تقديم خدمات بسيطة، كمسح زجاج السيارة أو حمل الأكياس…،.و تُعزى أسبابُ هذه الظاهرة بالدرجة الأولى إلى الفقر وتفشّي البطالة وقلة الحيلة، و هو الشي الدي يدلّ على تخلّف البلد، ويُشار إلى أنّ نظرة المجتمع للتسّول تختلفُ من بلد إلى آخر .
إن للإنسان كرامة من الصعب عليه أن ينثرها بين أيدي النَّاس إلا لحاجةٍ كبير ٍومسألةٍ عظيمةٍ لا تُطاق، إلا أن بعض النَّاس قد وجدفي اندثار الكرامة راحة تغنيه عن العمل وأسهل منه، لذلك وجب تحديد الأسباب الحقيقة الكامنة وراء ظاهرة التسوّل المنتشرة بشكلٍ كبيرٍ في العالم بأسر ،و تتعدد الأسباب الدافعة الى بروز هذه الظاهرة و استفحالها و ،إد يُشكِّل الظلم الاجتماعي المادِّي عاملًا أساسيًا في لجوء الإنسان إلى التسول، وذلك من أجل إعالة أقرب النَّاس إليه وتوفير حاجاتهم الأساسية. ولا ريب أن الجوع وقسوة النَّاس على بعضها يدفع الشخص إلى اتخاذ أساليب خاطئة في الحصول على المال فبعضهم يلجأ إلى التسول وبعضهم إلى السرقة وآخرين إلى القتل. إنَّ تسرُّب الأطفال من المدارس هو أمرٌ لا يُستهان به يجعل من الطريق مأوىً له ويحثه الشارع وأصدقاء السوء على اتخاذ طرائق لا تليق بالإنسانية والنَّفس العزيزة. بالإضافة الى عدم وجود تكافل اجتماعي بين الغني والفقير، إذ إنَّ الفقير ينام وأطفاله يتضوَّرون من الجوع بينما يُطعم الغني كلبه من أفخر أنواع اللحوم التي تحوي على ماركات عالمية خاصَّة بالكلاب. و كما يسجل غياب وجود رعاية كافية من السلطات والأشخاص المسؤولين عن مكافحة هذه الظَّاهرة، فظاهرة التسول لا يكون علاجها عنطريق إصدار القوانين المجحفة بحقّ الناس الذين يسألون بعضهم بغية لقمة عيش يسدون بها رمقهم ..

إن محاربة تفشيّ ظاهرة التسول في المغرب تتطلب من المجتمع بذلُ أقصى الجهود للتخلّص من أي ظاهرة سلبيّة مستفحلة في ثناياه، لذلك فيتطلّبُ من المجتمع المغربيّ إيجاد حلول جذريّة لظاهرة التسوّل المشينة التي قد تعمقّت جذورها في المجتمع وقد أصبحت هذه الظاهرة مظهراً مسيئاً للبلاد، أمّام الزوار والأجانب الوافدين إلى المغرب بغرض السياحة ، لذلك فقد أقدمت الجمعيّات والمنظّمات على انتهاج أساليب للتخلّص من الظاهرة، ومن أهمّها:القضاء على الفقر قدر الإمكان ،و بتوفير فرص عمل لمن هم أهلٌ له. و التخلّص من التهميش. و محاولة دمج الاطفال المتسوّل بالبيئة المدرسيّة والتربويّة وإعادة تأهيلهم. إنشاء بنية تحتيّة للخدمات الاجتماعيّة للأفراد بما فيهم الطبقة الفقيرة. إقامة الأنشطة وبرامج التشغيل المدرّة للدخل .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *