البوفا.. مخدر خطير ينتشر بسرعة وسط شباب الأحياء الفقيرة

تتفاقم مشكلة المخدرات في المملكة، حيث انتشر مؤخرًا نوع جديد وخطير من المخدرات يعرف باسم « البوفا »، أو ما يُعرف أحيانًا بـ « كوكيين الفقراء ». هذا المخدر القوي والمدمّر بات ينتشر بسرعة في الأحياء الشعبية ويهدد حياة مستهلكيه بشكل متزايد.
يتوجب علينا أن نسلط الضوء على هذه المشكلة الخطيرة ونتساءل عن ماهية هذا المخدر وما تأثيراته الضارة على الصحة النفسية والجسدية لمتعاطيه.
محمد شاب في العشرينات من عمره، يتحدث بمرارة عن تجربته مع هذا المخدر الخطير، الذي أدمن عليه منذ سنة.
«كنت أتابع ما يروج عن هذا المخدر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفجأة أغراني الحماس فقمت بتجربة البوفا.. ومنذ ذلك اليوم صرت واحدا من المدمنين الذين يستهلكون هذا المخدر كل يوم، وأمام الحاجة الملحة للمال من أجل شراء الجرعة فإنني أضطر إلى بيع أغراضي بأي ثمن.. »، يحكي محمد مستعرضا تجربته السيئة مع مخدر البوفا.
لقد أدت به تلك التجربة إلى تدهور حالته الصحية وتراجع وضعه الاجتماعي. بينما كان يعيش حياة طبيعية سابقًا، وأصبح اليوم واحدًا من آلاف المدمنين على « البوفا » الذين يستهلكونه يوميًا.
ووجه هذا الشاب، في تصريح صحفي لإحدى المواقع الالكترونية، نداء للشباب من اجل الابتعاد عن دوامة المخدرات، قائلا: « لقد ندمت على التجربة بعدما أدركت أن حياتي تحولت إلى جحيم بسبب الإدمان، لذا فإنني أنصح الشباب بالابتعاد عن التعاطي لهاته المواد المُهلكة »، يقول محمد بتأثر شديد وهو يغالب دموعه.
و البوفا هو مادة مشتقة من مسحوق الكوكايين الرديء، وهو ما يطلق عليه في الدول الغربية « الكراك ». وكان ظهور مخدر الكراك لأول مرة في الثمانينيات من القرن الماضي، في كل من الولايات المتحدة الأمريكية، وفي أوروبا، وشهد ذروة الآفة في أواخر التسعينيات من القرن الماضي.
ويتم تحضير هذا المخدر القوي باستخدام بيكاربونات الصوديوم لتحويل مسحوق الكوكايين إلى الكوكايين النقي. يُطهى هذا المخدر بمزجه مع مواد كيميائية أخرى مثل الأمونيا ليتحول إلى مادة تشبه بلورات الكريستال. هو تحول كيميائي لـ »كلوغيدرات الكوكايين » إلى « كوكايين باز » يجعل هذا المخدر قابلاً للتدخين.