أنس اليملاحي: أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان

رسالة جوابية مفتوحة بخصوص السيد ع. ط.:
بادئ الأمر، إنه لمن الضروري ان أضع علاقتي بالاستاذ موضوع الرسالة في إطارها الصحيح، حيث تعود علاقتي به إلى موسم 2009/ 2010، حينما استدعي لتقديم دروس في تاريخ الصحافة، وهو ما لم يشر إليه في نصه الصادر بأحد المواقع الإلكترونية، حينها كنت انا من طلاب مسلك الاجازة المهنية في الصحافة والإعلام، ولأن الأستاذ كان على علم بامتلاكي لعدد مهم من الوثائق التاريخية والجرائد والمجلات الصادرة في عهد الحماية بمكتبتي الخاصة، فقد كان يجالسني باستمرار خارج اسوار الكلية المتعددة التخصصات بمرتيل آنذاك، من أجل الاطلاع عليها وعلى مضامينها المهمة، كما انني قدمت له حينها مجموعة من المراجع النادرة كمجلة الحديقة التي كان يصدرها المرحوم العلامة سيدي محمد بوخبزة، وهي نسخة نادرة كنت اتوفر عليها بمكتبتي، ولا تزال عنده الى اليوم، فضلا عن هذه الوثيقة، كنا نتبادل العديد من الوثائق المتعلقة بتاريخ الصحافة بالشمال، وهنا لا بد ان الفت كل متتبع لهذا الملف المفتعل، والمحكوم بخلفيات ذاتية وسياساوية معلومة لدى الجميع، ان اهتمامي بهذا المجال بشهادة كل اساتذتي والمهتمين بالمجال في تطوان، ليس متعلقا ببحث ماستر او أطروحة او مداخلة في لقاء أكاديمي، بل إنه اهتمام يعود إلى سنواتي الأولى في الجامعة، حيث اكتشفت هوسي بالوثيقة وبتاريخ الصحافة على وجه التحديد، وهو هوس يعلمه جميع من يعرفني.
وقد واظبت بالموازاة مع سنوات دراستي للإجازة على حضور العديد من الدورات التكوينية في المجال على ايدي نخبة من الباحثين المؤرخين، ممن تعلمت على ايديهم الأدبيات الأولى للبحث التاريخي في مجال الصحافة، ثم بعد ذلك قررت الالتحاق بماستر الصحافة والتواصل والترجمة، وبالمناسبة انا من اقترح على المنسق البيداغوجي لهذا الماستر اسم الاستاذ المعني بهذه الرسالة، ليقدم دروسا في تاريخ وسائل الإعلام، وللإشارة، فإن عدم قدرته على السماع، دفعت به كما كان الأمر في الكلية المتعددة التخصصات بمرتيل انذاك، الى اعتماد اسلوب تقديم العروض من قبل الطلبة، بحيث ما يفوق 80% من المساحة الزمنية المخصصة لمادته كانت عبارة عن تفاعل مع الطلبة حول هذه العروض.
في هذا السياق، فإنني انفي نفيا قاطعا ان يكون الأستاذ المعني قد قدم لطلبة مدرسة الملك فهد ما مجموعه 80 صفحة على شكل محاضرات، ويمكن التأكد من الأمر من طلبة هذا الماستر في تلك المرحلة، كما يمكن التأكد من طرف المشرف البيداغوجي حول كيف يمكن لأستاذ ان ينجز مطبوعات من 80 صفحة في مساحة زمنية قوامها 20 ساعة؟!!! ثم اين هو هذا المطبوع الذي يتحدث عنه؟ فكل اساتذة الجامعة، رسميين كانوا أم زائرين، يعلمون انه من الضروري إيداع نسخ من المطبوعات بالمصلحة البيداغوجية، وعليه فيستحيل الا توجد نسخة من هذا المطبوع المزعوم، وعليه فيؤسفني ان أؤكد ان كل ما يقوله الاستاذ المعني فهو بهتان وادعاء للأسف، بل كنا نتقاسم بعض مقالاته او مقالاتي عبر البريد الالكتروني للاطلاع عليها وتبادلها بيننا، وخصوصا تلك المتعلقة بتاريخ الصحافة او ذاكرة تطوان بشكل عام والتي كنت انشرها على صفحات جريدة تمودة تطوان حينها .
حقيقة، اجد نفسي حائرا، وانا أطرح سؤالا مباشرا للاستاذ المعني، كيف تتهمني بعدم الكفاءة العلمية وقد منحتني نقطة 14,5/20 في اختبار مادة تاريخ وسائل الاعلام، إن ما تتهمني به هكذا، هو اتهام لصدقيتك وأمانتك في الأصل.
على العموم، فإن علاقاتي الطيبة التي يسودها الاحترام والوقار مع جميع أساتذتي والمستمرة الى الآن، حيث افتخر انني استعنت بدروسهم وبالمعلومات التي كنت اسجلها في محاضراتهم، ومن خلال مجالستهم، والتي أصبحت منذ ذلك الحين تشكل مكسبا من مكتسباتي المعرفية، كما أنني معتز بما استوعبته من معارف على أيديهم، كما إنني أعترف لهم جميعا ببالغ التقدير و عميق الامتنان.
الاستاذ المعني، اود ان اخبرك انه في مجال منهجية البحث العلمي المعاصر ما يسمى بالاستشهادات الضمنية التي لا تستوجب الإشارة إلى المصادر توضيحا و إنما تلميحا فقط، لا سيما إذا كانت المصادر المعتمد عليها هي نفسها عبارة عن معلومات متوفرة في أكثر من مصدر سابق للمصدر “المرجعي” المعتمد عليه. وهذا ما كنت حريصا على الالتزام به في مرحلة الصياغة النهائية لأطروحتي، واعلم ان المصادر والمراجع المعتمدة في مجال البحث العلمي يجب ان تكون موثقة ولا غير ذلك .
واود ان انبه هنا الى ان هذه الدروس التي يتحدث عنها الاستاذ غير منشورة لا في كتاب ولا في مجلة علمية حتى نتمكن من الاعتماد عليها وتوثيقها، وفي هذا الإطار اقول للاستاذ المعني، انت تذكر نسخة الكترونية لأطروحتي (كما يقال او تقول) والتي لا اعرف المصدر الذي اعتمدت عليه في ذكرك هذا، وهنا اؤكد ان الاطروحة خضعت لتعديلات وتصحيحات كثيرة، والتي كانت محل توجيهات من طرف الاساتذة المشرفين ومن طرف لجنة المناقشة المحترمين، وهي موضوعة بمركز الدكتوراه التابع لكلية الاداب والعلوم الانسانية بتطوان.
الاستاذ المعني، لقد ارسلت لك رسالة صوتية، والتي تفاجأت انك وزعتها على الجميع، الشيء الذي اظهر لي معدنك الحقيقي، نعم تواصلت معك عبر الميسانجير والواتساب، ليس لسبب الا لأنني كنت اظن انه بالامكان ان تستحضر اخلاقيات البحث العلمي لتنفي في تدوينة ما نسب الي من مزاعم كيدية صدرت في نص بأحد المواقع الالكترونية . وهو النص الذي كشف خيوط المؤامرة التي حيكت ضدي وضد عدد من كوادر ابناء المنطقة المجتهدين منذ سنوات الى درجة اختفى معها بعض هؤلاء عن الساحة بسبب حقد دفين يسكن المخططين لهذه المؤامرة .
وختاما اتساءل:
كيف ابديت هذه الملاحظات الكيدية وانا وغيري متأكد انكم لم تطلع على أطروحتي … وانا متأكد علم اليقين لو انك عدت الى الاطلاع عليها، لأدركت انك من يجب ان يقدم لي الاعتذار كطالب كنت له استاذا يوما، وكأستاذ يدرس اليوم بالجامعة والذي له ملف علمي رفيع بشهادة اساتذة لجنة التوظيف ولك ان تعود لملفي العلمي، وانت تعلم جيدا اجتهادي ومساهمتي في الجانب العلمي بكل نواحيه، لهذا اوجه لك سؤالا مباشرا، من اعطاك الحق في ان تحكم على من له الافضلية في الحصول على منصب استاذ جامعي؟
أخيرا، لقد بات من الواضح لكل مكونات المجتمع المحلي بتطوان، من يقف وراء الرسائل الكيدية والمجهولة التي استهدفت في السنوات الأخيرة مجموعة من الكفاءات التطوانية، لا لشيء فقط لانكم بعتم ضمائركم .
وختاما، لا بد ان اشير الى ان الحصول على شهادة الدكتوراه لا يؤهل الانسان للحصول على منصب أستاذ جامعي في كل دول العالم، ولو كان الامر كذلك لكان كل دكاترة العالم قد اصبحوا اساتذة، الحصول على منصب استاذ جامعي يقتضي منك التوفر على تجربة رائدة في مجال البحث العلمي ان على مستوى المحاضرات وتنظيم الانشطة العلمية والنشر في المجلات العلمية المحكمة والتوفر على تجربة لا يستهان بها في مجال التدريس داخل المؤسسات الجامعية العمومية ، وكذلك التوفر على تجربة في مجال التأطير والتكوين.
اود التنبيه الى ان الاطروحة التي يتحدث عنها الاستاذ المعني نوقشت قبل 6 سنوات، لا يسعني الا ان اتقدم بالشكر الجزيل لأساتذتي الذين اشرفوا على اطروحتي والذين ساهموا في مناقشتها، وانحني امامهم بكل احترام وتقدير .