غياب تدبير أمثل للتوقيت الشتوي يزيد من معاناة تلاميذ الوسط القروي بإقليم الجديدة

بعد موجة الدهشة والاستغراب التي أثارها إصدار مذكرة من قبل مديرية التعليم بالجديدة يوم 01 نونبر 2024 بخصوص اعتماد توقيت شتوي جديد ابتداء من يوم صدور المذكرة أي من فاتح نونبر 2024 حتى 24 مارس 2025، وما حملته من توقيت يجعل المتعلمين الصغار من تلاميذ التعليم الابتدائي بالوسط القروي يغادرون بيوت أسرهم صباحا في الظلام ويعودون مساء إليها أيضا في الظلام دون مراعاة المخاطر التي تتربص بهم جيئة إلى المدرسة وذهابا.
بعد هذه الموجة أقدمت المديرية يوم الرابع من نفس الشهر أي بعد أقل من ثلاثة أيام بإصدار مذكرة أخرى تتضمن توقيتا آخر دون أن تتم الإشارة إلى عبارة تلغي بموجبها ما نصت عليه المذكرة السابقة حيث خلقت إرباكا ملحوظا على أي من المذكرتين سيتم الاعتماد، إضافة إلى كون التوقيت المعتمد الجديد يجعل الدخول صباحا في الساعة 8.45 ما يعني أن التلاميذ الذين يسكنون على بعد حوالي كيلومترين اثنين الاستيقاظ في السادسة فجرا والخروج من البيت السادسة والنصف في عز الظلام وقطع المسافة الموحشة وسط الخوف من اعتراض سبيلهم أو الخوف من هجوم الكلاب الضالة، ونفس الشيء بالنسبة لتوقيت الخروج الذي تحدد في الساعة الخامسة والنصف مساء مما سيجعل التلاميذ يصلون إلى بيوت أسرهم مع غروب الشمس وبنفس المخاطر.
كما أن المديرية لم تستحضر أنها بهذا التوقيت تعرض التلاميذ أيضا لخطر الطريق ولحوادث السير بخروجهم على الساعة السادسة مساء أي بوقت يقترب من وقت الغروب لا سيما تلاميذ التعليم الثانوي الإعدادي والتأهيلي بالوسط القروي الذين يتنقل عدد كبير منهم على متن دراجات هوائية تفتقد معظمها للإنارة ويقطعون بها مسافات تفوق الكيلومترين
وحتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود وتتم ملامسة التدبير الأعوج لو أنه كانت هناك مراعاة حقيقية لمعاناة تلميذات وتلاميذ الوسط القروي الذين يحضرون أربع ساعات و20 دقيقة صباحا أو مساء لعملت المديرية خلال الفترة الشتوية على تقليص مدة الدراسة لهم في حدود ساعتين ونصف على أبعد تقدير على غرار ما هو معمول به عبر مؤسسات تراب الإقليم من خلال صيغة الوسط الحضري التي لا تتجاوز 4 ساعات فقط صباحا و ساعتين فقط مساء ، أو الصيغة الوظيفية الأولى التي لا تتجاوز أربع ساعات فقط صباحا وثلاث ساعات فقط مساء ، أو الصيغة الوظيفية الثانية بساعتين أو ساعتين ونصف صباحا وبساعتين أو ساعتين ونصف مساء، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم الحرص على تحقيق مبدإ تكافؤ الفرص في التحصيل الدراسي بين تلاميذ الوسطين وعدم وجود مبادرات اجتهاد وظلم وإجحاف كبير في حق تلاميذ الوسط القروي إذ كيف يحضرون أكبر مدة زمنية 4 ساعات و20 دقيقة مقارنة بنظرائهم في الوسط الحضري التي تتراوح مدة حضورهم ما بين أربع ساعات وساعتين.