التحريض على الهجرة الجماعية..حيثيات الحملة الداعية إلى اقتحام سبتة المحتلة

التحريض على الهجرة الجماعية..حيثيات الحملة الداعية إلى اقتحام سبتة المحتلة
مجلة24:متابعة

تتواصل ردود الفعل بخصوص الحملة التي غزت مواقع ومنصات التواصل الإجتماعي، والتي تحرض على الهجرة غير الشرعية واقتحام سبتة المحتلة، حيث تم اعتقال حوالي 60 شخصا تورطوا في نشر دعوات التحريض او استجابوا لها، فيما تتواصل الأبحاث والتحريات لتطويق هذه الحملة وكشف المسؤولين عنها.

وفي هذا الصدد، أوضح محمد بن عيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، أنّ الحملة التي أغرقت مواقع التواصل الاجتماعي تدعو الشباب إلى تنظيم عمليات جماعية للهجرة غير المشروعة واقتحام السياح الحدودي الواقع في مدينة الفنيدق قبل الوصول إلى سبتة أو مليلية المحتلتين.

وقال بن عيسى، حسب ما أورده اليوم موقع جريدة “الأيام 24” ، أن الداعين إلى هذه الحملة يقصدون “غالبا سبتة بعد تحديد تاريخ بعينه، وهو الخامس عشر من الشهر الجاري ودعوة الشباب إلى تنفيذ مخطط هروب جماعي للهجرة غير الشرعية”.

وأكد المصدر ذاته أنّ المحتويات الرقمية التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي والمحرّضة على الهجرة غير المشروعة بشكل جماعي، ليست بمعزل عن أعين السلطات الأمنية التي تراقب الأحداث عن كثب وتقوم بإبعاد من لا ينتمون إلى المنطقة.

رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان وقف عند علاقة شبكة التواصل الاجتماعي مع الهجرة غير النظامية، في إشارة منه إلى أنّ مجموعة من الصفحات تحرّض على الهجرة غير المشروعة في الخامس عشر من الشهر الجاري وعددها كثير.

وبخصوص الظرفية وتوقيت الحملة وربطها بتاريخ بعينه، قال المتحدث، حسب موقع الأيام 24، : إن “هذه الحملة تأتي بعد الهجمة الأخيرة لمجموعة من المهاجرين في أواخر غشت المنصرم، فطريقة الهجوم على سبتة غير مكلف ماديا والهجرة سباحة عن طريق اقتحام الحدود لا تكون مكلفة”.

وحول مدى خطورة هذه العملية، يضيف المصدر ذاته، أجاب بن عيسى بالقول إنّ “المهاجرين يعرفون أنهم كلما اقتربوا من المعبر كلما كانت ظروف نجاح محاولتهم كبيرة، ولذلك اختاروا أن يكون العدد كبيرا لتنفيذ هجومهم على الحدود بعد تجييش الشباب لاقتحامها عن طريق منشورات حبلت بها مواقع التواصل الاجتماعي”.

هذه المنشورات، يضيف المصدر ذاته، عجّلت بتحرّك مصالح اليقظة المعلوماتية للأمن الوطني ومصالح الشرطة بكل من طنجة وتطوان لمكافحة المحتويات الرقمية التي تحرّض على الهجرة غير النظامية، وأسفرت عن إيقاف مجموعة من الأشخاص للاشتباه في تورطهم في فبركة ونشر أخبار زائفة تحرّض على تنظيم عمليات جماعية للهجرة غير المشروعة.

إلى ذلك، قالت جريدة العلم، في عددها اليوم الخميس، إن “السلطات الأمنية تعاملت بحزم شديد في مواجهة هذه القضية، بأن باشرت تحقيقات معمقة، أفضت بصفة مؤقتة إلى بداية فك شفرات هذه المؤامرة”.

وفي هذا الصدد، تضيف الجريدة، عُلم أن القيادة العامة للدرك الملكي “سارعت إلى مباشرة تحقيقاتها على المستوى الوطني، وكلفت العديد من عناصرها برصد مصادر هذه الدعوة المشبوهة بتنسيق كامل وفعال بين وحداتها في مدن تطوان وتاوريرت وبن احمد سيدي رحال برشيد وسيدي سليمان، والعيون الشرقية وواد لو، التابعة لجهويات سطات، ومكناس، ووجدة وتطوان، وتمكنت إلى حدود صبيحة يوم الإثنين 9 شتنبر الجاري، من ضبط وتوقيف مجموعة من المحرضين على عملية الهجوم الجماعي والهجرة غير الشرعية نحو مدينة سبتة المحتلة عبر تطبيقي واتس آب وتيك توك، والتي تم تحديدها من طرف هؤلاء في تاريخ 15 شتنبر 2024، حيث تم إخضاع الجميع لبحث قضائي معمق تحت إشراف النيابة العامة بتطوان، أسفرت عن تحديد هوية شركاء آخرين في عملية التحريض هاته”.

وأوضحت مصادر مطلعة، تقول الجريدة، بأن جهاز الدرك الملكي “عزز أبحاثه باستعمال تقنيات حديثة تم الإشراف عليها من طرف المصلحة المركزية للأبحاث القضائية للدرك الملكي بالرباط، أسفرت عن تحديد هويات هؤلاء المشرفين على مجموعات تطبيق واتس آب وكذا أصحاب صفحات على موقع التواصل الاجتماعي تيك توك خلال وقت وجيز”.

كما أسفرت الأبحاث المكثفة التي قامت بها مختلف المصالح الأمنية بالمنطقة، تضيف الصحيفة، عن تحديد هوية القائمين على هذه الصفحات أو المجموعات المشبوهة، حيث تم في هذا الصدد وبتنسيق مع النيابة العامة المختصة، ونظرا لما تشكله هذه الأفعال الاجرامية من تحريض على الهجرة غير الشرعية، ومن خطر هذا الفعل على الأمن والنظام العام، اعتقال عشرات الأشخاص وإصدار العشرات من مذكرات بحث في حق آخرين.

كما تعكف مختلف السلطات الأمنية بعمالة المضيق الفنيدق، تقول الجريدة، على وضع الترتيبات الأمنية الاستباقية من أجل إجهاض جميع محاولات الهجرة السرية والتي ارتفعت وتيرتها خلال الأيام الماضية.

ولا تزال الأبحاث والتحريات القضائية سارية بعدما وصل إلى علم هذه السلطات الأمنية برمجة هذا الهجوم الجماعي، لتوقيف كل من له علاقة بعملية التحريض في جميع أنحاء المملكة.

كما أفاد نفس المصدر أن المعنيين بالأمر تم وضعهم تحت تدابير الحراسة النظرية بإشراف النيابة العامة بتطوان، في إطار تعميق البحث معهم لمعرفة ظروف وحيثيات هذه الجريمة.

من جهته دخل رئيس حكومة مدينة سبتة المحتلة على خط هذه القضية الساخنة بأن أصدر بيانا توضيحيا، ينفي فيه ما تداولته شبكات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام، من أخبار لا أساس لها من الصحة، تزعم أن المهاجرين غير النظاميين الذين يصلون إلى مدينة سبتة المحتلة سيتم نقلهم إلى شبه الجزيرة الإيبيرية.

وأكد المسؤول الإسباني في بيانه أن التنسيق بين الوزارة و الإدارة الإسبانية المعنية متواصل بهدف التخفيف من الاكتظاظ بمركز الإقامة المؤقتة المخصص للمهاجرين الواقع بمركز رئاسة سبتة المحتلة، وأنه لم يتم اعتماد أي بروتوكول استثنائي في هذا الموضوع، كما رحب البيان بالجهود التي تقوم بها السلطات المغربية للتصدي للهجرة غير النظامية .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *