كل الأنظار تتجه نحو ميغاراما مع اقتراب عرض فيلم “المسخوط”

تتجه الأنظار مساء الجمعة 27 يونيو 2025 نحو قاعة ميغاراما بمدينة الدار البيضاء، حيث يُرتقب أن يشهد جمهور الفن السابع العرض ما قبل الأول للفيلم المغربي الجديد “المسخوط”، وسط اهتمام لافت من النقاد ووسائل الإعلام والمهتمين بالشأن الثقافي. لا يُعد هذا الفيلم مجرد مناسبة ترويجية، بل لحظة فنية تعكس دينامية الإنتاج الوطني ورهانه على قضايا اجتماعية حساسة وذات عمق إنساني.
“المسخوط” هو فيلم درامي كوميدي من إنتاج منير كرمود، سيناريو وحوار منير الباهي، وإخراج عبد الإله زيرات في ثاني تجربة له في الفيلم الروائي الطويل، بعد مسار فني بصم عليه بأعمال متميزة من حيث الرؤية والمعالجة. يتناول الفيلم علاقة متوترة بين جيلين داخل الأسرة المغربية، من خلال قصة شاب يصطدم بماضي والده وتراكماته، في معالجة تجمع بين التراجيديا وسخرية ذكية، وتُبرز توترا صامتًا يسكن جدران البيوت.
وقد تم تصوير العمل بين مدينتي الدار البيضاء وبنسليمان، في فضاءات تعكس نبض الحياة اليومية المغربية، مما يمنح الفيلم واقعية وصدقًا بصريًا يعزز ارتباط الجمهور به. ويضم طاقمه مجموعة من أبرز الأسماء الفنية، من بينها محمد خيي، رفيق بوبكر، عبد الصمد مفتاح الخير، ونجاة خير الله، ما يرفع من مستوى الأداء ويُبرز غنى التجربة التمثيلية المغربية.
وسيُرافق العرض ندوة صحفية تنعقد في اليوم نفسه، يجتمع خلالها فريق العمل مع الصحافة لتسليط الضوء على الرؤية الفنية للفيلم، ومناقشة تفاصيل الكتابة والتصوير والإخراج. وتشكل هذه الندوة حلقة مهمة في مسار انفتاح السينما الوطنية على الإعلام، وتُسهم في تقريب الجمهور من خلفيات العمل الإبداعي وتحولاته الشكلية والمضمونية.
تتجاوز رهانات الفيلم البعد الفني والتقني لتفتح نقاشًا مجتمعيًا حول هشاشة الروابط الأسرية وتغير القيم داخل العائلة المغربية، من خلال خطاب سينمائي يحترم ذكاء المتلقي ويتجنب المباشرة والتقريرية. ويقدم الفيلم معالجة إنسانية دقيقة تسائل الصراع بين الأجيال، بمزج درامي بين الألم والتهكم، حيث تتحول المعاناة إلى لحظة تأمل.
ومع اقتراب عرضه الرسمي، يبدو أن “المسخوط” سيكون محطة بارزة في الموسم السينمائي المغربي، خاصة أنه يعيد الثقة في قدرة السينما على مساءلة قضايا كبرى بلغة فنية راقية، تربط السرد البصري بوجع الإنسان المغربي المعاصر، بعيدًا عن الابتذال أو التكرار. إنه عمل يوقعه فنانون يؤمنون بأن الفن لا يُقاس بعدد التذاكر، بل بمدى قدرته على ملامسة الوجدان وطرح الأسئلة العميقة بصياغة جمالية متوازنة.