في انتظار تأهيل مدينة الحاجب سياحيا وسوسيو- ثقافيا
مدينة الحاجب فضاء عمراني جميل، يعتلي سفوحا وهضابا تدخل الزائر الى جبال الاطلس المتوسط ومدنها الجميلة الهادئة مثل ايفران وازرو وايموزار، للاستمتاع بما تزخر به المنطقة من غابات ونباتات وحيوانات متنوعة ، فضلا عن إرث اركيولوجي غني وتراث ثقافي وفني خصب…وهي مدينة غنية بمواردها البشرية الدينامية ،التي قاومت كثيرا ،كي ترسم لنفسها حاضرا مميزا ومستقبلا مشعا ..كما انها تحفل بموارد طبيعية غنية جدا منها عيون المياه الغزيرة والكثيرة التي مازالت تنتظر التعجيل بتأهيلها . وفي هذا الاطار علمنا انه تم رصد ما يناهز 60 مليون درهم منذ 2019 في إطار شراكة بين مجلس الجهة والمجلسين الإقليمي والبلدي ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة ، وذلك عبر مرحلتين تقضيان بتأهيل ( عين الذهيبة ) و (عين مدني) و(عين خادم) و(عين بوتغزاز) حيث علمنا ببدء أشغال البناء والإصلاح للمنابع ومحيطها من طرف الشركة المفوض لها لجعل الحاجب قطبا سياحيا بامتياز.
وعطفا على إحداث ضاية (عين الذهيبة) لابد من الحرص على توسيعها وتعميقها وتأهيل جماليات محيطها الأخضر، دون تشويه كما حدث لعين خادم علما انها تقع في مجال ترابي عسكري المعروف (جيني ).
هذا المشروع الذي يهم تأهيل العيون والمنابع المعروف بمائها الزلال البارد صيفا تغري السائح بشربها والمرافق المكملة له لن يكتمل الا بالحفاظ على المجال الطبيعي العمراني والبيئي من حيوانات ومسارات جبلية وغابوية و بباحات استراحة . فضلا عن عدم افساد المغارات والكهوف …وفي هذا الاطار أشير – على سبيل المثال لا الحصر – إلى ما وقع لكهف ( مولاي الطاهر بالجهة الشرقية لجبل تيسيدلت ) حيث تم الترامي عليه من طرف شخص يسكن المنطقة بتسييجه وجعله ملكا خاصا لتربية الدجاج والأغنام قبل أربعة أشهر تقريبا مستغلا الحجر الصحي بسبب كورونا، دونما مراعاة للمواثيق ولمخرجات المذكرة 21 الداعية للحفاظ على التراث الطبيعي ، كما تحض هذه المذكرة على العناية بالإرث الطبيعي والسياحي للمدينة ومجالها الحيوي الذي يفتقر الى كثير من المقومات الضرورية للتواصل والاتصال مثل القناطر القروية ، وهنا اشير الى انجراف قنطرة (واد الكرم ) قبل سنة ونصف المؤدية الى كهف مولاي الطاهر و (عين كوم أزرا لحد ) ولا زالت مهدمة الى اليوم خصوصا انها تربط مدينة الحاجب بشمالها الغربي وقد قدم السكان شكايات لعامل الاقليم ورئيس الجماعة القروية دون التفات لمصالح السكان الذين حكم عليهم بالعزلة والاقصاء.
إن مدينة الحاجب في حاجة ماسة وباستعجال ايضا الى طريق مدارية رئيسية تشكل حزاما حول محيطها لحمايتها من الحوادث المتكررة كل سنة. وللتذكير تم مؤخرا حصد ارواح ابرياء بحادثة سير مروعة لمجرد التماطل في تشييد الطريق الرابطة المدارية بين الراشيدية وإفران وأزرو ومكناس، وهو مطلب ما فتئت تطالب به وبإلحاح ساكنة الحاجب ومختلف الفاعلين المدنيين والسياسيين .