طبقا لمضمون رواية ستصدر قريبا عن دار الوطن: هل الأموات يحكمون الأحياء ؟
حرية الفكر هي أساس الحياة، والاجتهاد مطلوب، والتراث الديني الإسلامي نحن معنيون بالوقوف أمام محطاته التائهة التي تؤدي في بعض الأحيان للباب المسدود أمام الشباب الذين يصطدمون لمجرد اطلاعهم على بعض الأمور التي تتنافى مع العقل والمنطق، بالتالي نحن مطالبون بالإنصات لهؤلاء الشباب ومحاورتهم لا أن نقول لهم إن تراثنا جمع كل شيء، ولا تعلو أي كلمة فوق كلمة السلف الصالح!..
”أموات يحكموننا” هو عنوان الرواية التي وقعتها الكاتبة المغربية الشابة “شيماء أبجاو” وتحكي قصص مؤثرة جدا، محورها المرأة فقط، حيث يتساءل الكثيرون بدهشة: أي تكريم خصه الله سبحانه للمرأة وفقهاؤنا يقولون بأن المرأة مجرد متاع وسلعة، وأنها تقطع الصلاة إلى جانب الكلب والحمار!.. أي تراث هذا الذي يحط من قيمة المرأة ويسلبها آدميتها التي منحها لها الخالق؟ وأي سلف صالح يقر أن المرأة ناقصة عقل ودين ؟
بين شريعة الله وتشريع الفقهاء مسافة طويلة جدا.. وبين التراث والعقل مساحة شاسعة جدا.. فأيهما نتبع ؟
هنا مقطع من الرواية:
عشتُ وأختيّ فِداء وجُهينة تحت سطوة أبٍ شديد البأس، لم أعرف إلا مؤخرا أنه كان ينتقم منا حسرة على فقد الابن الذكر! لم يتقبل أن يضطلع بتربية ثلاث إناث، مصير كل واحدة منهن المحتوم هو بيت زوجها، بل أراد الولد السّند، الذي يحفظ نسله، ويُبقي على اسمه موجودا على امتداد الأجيال.
منذ الطفولة راودني سؤال العدالة، كنت دائما أسأل أمي عن سبب تفضيل الذكور، واختصاصهم بامتيازات عدّة، فتُجيبني أنها حكمة الله!
ومع امتداد السنين، تزايدت الأسئلة التي كانت تُشقي العقل والجسد، أسئلة كانت تُسبّب ليالٍ بيضاء، وكثرة الانطواء. فأين المفر في مجتمع التلقين ومُصادرة الإرادة!؟
قد تثير سطور هذه الرواية نقاشات، لكن الاختلاف يبقى رسالة أيضا، ونحن وجدنا لنمارس الاختلاف (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)
ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم..)
آيتين من القرآن الكريم وغيرها كثير تمنحنا حق الاختلاف حتى في الإيمان والعقيدة.. فلم نضيق على الناس ونلزمهم باتباع فكر معين، وتعليبهم في صندوق واحد ونقفل بالمفتاح؟
رواية أموات يحكموننا تنقل قليلا من واقع معلب تنقله الأستاذة شيماء أبجاو بأسلوب سلس عبر صفحات روايتها التي سترى النور قريبا بمشيئة الله من دار الوطن للطباعة والنشر بالرباط.