سعيد مشبال مفتاح الفن الأصيل لسيادة التسامح و التعايش

سعيد مشبال مفتاح الفن الأصيل لسيادة التسامح و التعايش
مجلة24 : مكتب تطوان

تربى و ترعرع سعيد مشبال في أسرة محافظة و مضطلعة على الثراث و أصوله مما خول له الإنفتاح على المجال الفني الأصيل لتنفجر مواهبه و طاقاته في المديح و السماع و الموسيقى الأندلسية و مهارة الإنشاد و العزف على آلة الكمان لغته لا تحتاج إلى فهم معانيها لتأخدك عبر نوتاتها إلى عالم لا يعترف بالحواجز و ينبد العنف و التطرف هذا المسار الحافل توجه سعيد مشبال بالمشاركة في سلسلة حفلات القلب المتسامح بين الأديان رفقة الموسيقار العالمي goran bregovic حيت سحر الموسيقى بكل ما تحتويه من فن و آلات لتعزف سيمفونيتها المتسامحة و المتصالحة مع ذاتها و الأخرين في عالم يحتاج إلى التسامح كقيمة و حل كما لا يهم هنا خصائص الصوت الموسيقي و نوع الغناء و تفسير الكلمات و الألحان طالما أنها تؤدى بشكل جماعي تطوعي لخدمة الجمال الإنساني و كل أجزاء العالم بحيث يطرب لها كل من يستمع إليها فالموسيقى لغة عالمية و لا يمكن لأحد إحتكارها لمصلحة أحد و هي صوت الحياة و المحبة و الإنسانية و التعايش و الإندماج و الولاء للوطن.

وقد جعل سعيد مشبال من الفن و الموسيقى مشعل لتمثيل بلده متجاوز كل الحدود و الحواجز فالموسيقى بالنسبة إليه هي تلاقح الحضارات لفهم تقافات العالم و هي وطن يوحد العقائد.

سعيد مشبال كان دائما مصمما على أن الوقت قد حان للعمل على جعل الموسيقى المغربية الأصيلة تتخطى الحدود و تصبح في متناول مختلف الشعوب لأنها غنية و قوية و تحمل بين دراعيها رسائل من السلام و التسامح و حائطا متينا يحمي المجتمعات المتعايشة من مخاطر الكراهية و التمييز فمشاركته بسلسة حفلات القلب المتسامح بين الأديان رفقة الموسيقار العالمي goran bregovic ما هي إلا دعوة صريحة لنبذ العنف و التطرف و تهميش الأخر و تعزيز الحوار بين الثقافات و الأديان في ظل نمو التطرف عبر العالم.

كان و لازال صوت سعيد مشبال و إنشاده صدى للسلام و التسامح و قبول الأخر فإذا كان goran bregovic إستطاع في مشواره الفني أن يكسب لقب الغجري المجنون الذي يبحث في كل ما يفعله عن الحرية في العطاء و الإبتعاد عن الأفكار المسبقة من خلال إعتبار موسيقاه لا تمثل أحد سواه و أنه يتحدث لغة العالم الأولى و التي يفهمها الجميع فإن سعيد مشبال يعتبر فنه و موسيقاه وسيلة للتعبير عن الجوهر الإنساني فعبرها تتبلور رسالة سامية تتجاوز حسية المادة لإعلاء قيم الحب و الخير و الجمال عبر إستنطاق الذات للتعبير المنفتح الذي يترجم المشاعر و الأفكار لتغدو إنتصارا للإنسانية الحرة من خلال الإستماع إلى الله و الموسيقى و التدبر و الدوران حول النفس في جو من المناجات و التقرب إلى الله لكبح شهوات النفس و الرغبات الشخصية لنقل رسالة السلام و المحبة و التسامح.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *