ذ محمد الاندلسي يقدم قراءة في كتاب ” العين الحمراء للسيد العامل دمرتين”
تهنئتي الخاصة للصحافي والإعلامي الأديب، والألمعي الوجيه الأريب، يوسف بلحسن الغزاوي، أو كما يحب هو أن يطلق على نفسه بــ ” العامل د مرتين” ، وبعد تردد و بأسلوب بسيط وبعيد عن التصنع وبدون ” المسيح دالكابا” كما تقول ، أقول: في عينك الحمراء هذه قد فتقت بسهامها مجموعة من المثالب والمساوئ على مستوى السياسة المحلية والمجتمع سواء في الجهة عامة أو في مرتين خاصة وبكامل مخلفاتها، فاستطعت بأسلوبك الخاص أن تجعل الخصم يذعن للحقيقة المرة، لكن كما لمحت أنت غير مرة أن لا حياة لمن تنادي.
كتاب مرقوم بمشاكل المجتمع هو كتابك، وموسوم بكثير من الحلول هو مؤلفك، فهل أقول : يوسف أعرض عن هذا… لا والله وألف لا ، وما أنا بقائل إلا ما سيأتي : أتحفتني بمقالاتك المقتضبة والمركزة، وإن جاءت متأخرة بالنسبة لي، فهي قديمة حديثة، لكنها لا زالت حية مفعمة لم يبلها الدهر، كما لا زالت المشاكل التي تعاني منها مرتين كما هي، وإن شئت قلت أن هذه المشاكل التنموية هي عين مقالاتك الثرة ومضخة دمها من جديد. والحقيقة أخي يوسف أنه لم يسبق لي أن كنت متتبعا لما تنشره في عمودك المعشوق إلا القليل منها وبصدفة، حيث كانت قراءتي لها مرور الكرام، قراءات سريعة كعادة كل من يقرأ الأعمدة الصحفية، تناولك للمواضيع بأسلوب شيق يلامس القلوب، ويضع يده على الندوب، ودون تكلف، وتضمينه بالكلمات العامية المتداولة قصد تبليغ المعاني بوضوح لكي لا تحمل على غير معناها.كل هذا وغيره أكثر، جعلني سعيدا وراضيا بأني اقتنيت ” العين الحمراء” والتي لولا احمرارها على واجهات المكتبات لما أسرني وهجها، وحقا لا نفاقا ولا مجاملة سررت بطريقة تناولك الإعلامي للأحداث الواقعة وتتبعك لها، وبصراحتك وغيرتك وشهادتك على عصرك، وهذا عنوان بحد ذاته على أن ما بقلبك هو ظاهرك، ولا مجال للإبطان والتصنع في منازل دنياك، وقد أحسنتم صنعا أن قمتم بتجميع مقالاتكم، وأحكمتم الربط بينها ــ وإن كان لنا أسئلة على ذلك ــ والذي بفضله اتضحت أمور كثيرة لها وزن، وانتصبت الأفكار في نسقها العام وتوجهها الخاص، وأفضل ما يمكنني أن أجعله حجة لي عليكم زمام قولكم في الصفحة 125 من الكتاب، وهو إحساس نابع من صفاء جوهرك ونقاء معدنك ألا وهو قولك ” أن تكون مهمتك وعملك الشريف مرتبطا ضمنا بالألم ورغم ذلك تكون صاحب مزحة امتياز لا يتوفر للكثيرين، وهذا الفريق من أبرز هؤلاء، لذلك يحظون باحترام الجميع وتقديرهم ” فأكرر شكري لك من باب أنك أبحرت بي إلى كوكتيل من الأحداث وسبرت بي غور قضايا متشعبة، ومن باب آخر وهو لك أنك كسبت رهان الأسلوب السخري الممتع والممزوج بطينة الدعابة، والمنضوي تحته العديد من المقاصد الحقيقية التي تروم إيصالها والوصول إليها، علاوة على الأسلوب الفكاهي الممزوج أيضا بنكهة انتقاد الواقع المعيش ورصد تناقضاته من ألفه إلى يائه.
فهنيئا مرة أخرى لهذه الثمرة البكر، وهنيئا لنا بها أن كانت من ابن مرتيل وأخينا، فلا حرمنا الله من انتاجاتك ، ونسأل الله أن ينسأ في عمرك، ويبارك في صحتك وأولادك، إلى أن يتحقق مرادك، ولك مني هذا النظم وإن كنت لست بشاعر ولن أكون :
أيــا صاحـب العـين الحـمراء
فقد أصبت بسهمك قلب عاشق
فـظنـنت أنني عـشقـت قـلـبـا
فإذا بـك امرؤ بـجوفـك قـلبان
قلب طيب وآخر حامل لهموم
فغدت الطيبة والعين الحمراء صنوان