حملة هاشتاغ تحمل شعار ارحل يا عثمان الفردوس
في الأيام القليلة الماضية قام عدد من النشطاء المغاربة بتدشين حملة إلكترونية عبر وسائل التواصل الإجتماعي و خصوصا منصة تويتر، طالبو من خلالها بإقالة وزير الثقافة و الشباب والرياضة السيد عثمان الفردوس، و السبب حسب قولهم هو التقصير المفرط و عدم قدرة الوزير و وزارته على صيانة و حماية الموروث و التراث المغربي الذي يتعرض حاليا لعملية إستنساخ و سطو ممنهج تقوم بها الجارة الجزائر.
الحملة التي رفعت هاشتاغ عثمان الفردوس ارحل إعتبرت تجاهل السيد الوزير هو بمثابة تواطؤ مبيت مع لصوص التاريخ في البلد المجاور، إذ أن الوزير المعني منذ إستلامه المنصب خلفا لزميله في الحزب الحسن عبيابة ضمن إطار المحاصصة الحزبية، لم يقم بأي ردة فعل إتجاه الحرب الحضارية التي يشنها نظام الجزائر و التي لأجلها عبأ طاقات بشرية و ميزانيات ضخمة ضمن مخطط محكم، الأمر الذي يعد خطيرا جدا إذ لا يتعلق فقط بزي نسائي أو أكلة شعبية بسيطة، بل بذاكرة و هوية أمة تاريخها الحضاري مقدر بقرون من الزمن.
قد لا يختلف إثنان أن حكام قصر المرادية و زبانيتهم لديهم هوس غريب بكل ما هو مغربي ، فالمملكة المغربية في نظرهم عقدة وجودية يجب التفوق عليها بشتى الطرق، المستعمرة الفرنسية السابقة التي لم تعرف نهائيا معنى التاريخ الخاص و الهوية المميزة، اللهم هوية شعب الأمازيغ الذي يقاوم الطمس بين مطرقة التعريب و سندان النظام العسكري، تحاول نسب أمور تاريخية مغربية بحثة لنفسها ، فمثلا جدنا طارق بن زياد حسب تبون هو جزائري قاد الفتح الإسلامي من الجزائر التي لم تكن موجودة حينها ، و الجزائر حسب الشادلي بن جديد هي أول بلد تعترف بأمريكا، و ابن بطوطة المغربي الطنجي صار جزائري من خنشلة، و عبد المومن بن علي الموحدي هو الآخر جزائري من ندرومة، بل حتى الموحدين و المرابطين و السعديين كلهم جزائريين أحب من أحب و كره من كره ، الأمر ذهب الى أبعد من ذلك و السرقة لحقت الكسكس و القفطان و الملحون… ، كل هذا بمباركة جنرالات المرادية و ببرامج تحريفية ممولة من وزارة الثقافة الجزائرية، و السؤال المطروح أين الفردوس من كل ما يقع….
الحملة الإلكترونية جوهريا هي لا تطالب برحيل الوزير، بل بضرورة التحرك العاجل و إعادة الإعتبار للتراث المغربي و صيانته، بل و تعزيز دور قطاع الثقافة و فصله عن قطاع الشباب و الرياضة، و عزل وزارة الثقافة عن المحاصصة الحزبية و جعلها تيكنوقراطية بيد الملك كوزارة الخارجية ، لأنها ممكن أن تلعب أدوار سيادية مهمة خصوصا أنها تخص ثاني أقدم ممالك العالم.
و تجدر الإشارة أن الحملة المدكورة قادها شباب حركة اليمين القومي المغربي المعروفة بmoorish movement ،و هي حركة عفوية شبابية تنشط في وسائل التواصل الإجتماعي تدافع عن خصوصيات الأمة و لا تخضع لأي أجندة سياسية ..